وصل مبعوث سوريا في الأممالمتحدة، بشار الجعفري، على رأس وفد سوري إلى موسكو، حيث من المفترض أن يشارك في ”لقاء تشاوري” مع أطياف من المعارضة السورية، في وقت تشهد العاصمة دمشق قصفا بعشرات الصواريخ أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا. يرأس اللقاء التشاوري المرتقب مع أطياف المعارضة السورية، مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيتالي نومكين، الذي كان قدد حدد أهدافا متواضعة للمبادرة الروسية، قائلا أنه سيعتبرها ناجحة إذا اتفق الجانبان على الاجتماع مرة أخرى. وما يزيد من ضبابية المحادثات المقررة في الفترة من 26 إلى 29 يناير الجاري، رفض عدة شخصيات بارزة بالمعارضة السورية المشاركة فيها، على رأسها الائتلاف السوري المعارض، هذا الأخير الذي امتنع بسبب اعتبارها أن روسيا ”ليست طرفا محايدا” في النزاع السوري، وتمسك بطلبه التفاوض على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. ويفترض أن تبدأ المحادثات بلقاء يجمع شخصيات المعارضة، قبل أن ينضم الوفد الحكومي إلى اللقاء. وأطلقت موسكو على المحادثات اسم المنتدى، مشيرة إلى أن الهدف منه التمهيد لمفاوضات بين الجانبين في وقت لاحق. وميدانيا، شهدت العاصمة السورية دمشق، يوم الأحد، قصفا بعشرات الصواريخ أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا، وذلك تزامنا مع تهديد أطلقته كتائب ”جيش الإسلام” المعارضة بقصف مناطق بدمشق ردا على تصعيد النظام قصفه للغوطة، وكانت غوطة دمشق الشرقية قد شهدت أياما دامية خلال الأسبوع الماضي، حيث لقي العشرات مصرعهم في عدة مدن وبلدات نتيجة قصف وغارات جوية من قبل قوات النظام استهدفت أحياء سكنية وأسواقا شعبية. وردا على تلك الهجمات العنيفة، نشر قائد جيش الإسلام، زهران علوش، إعلانا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الجمعة، حذر فيه سكان دمشق من الخروج من منازلهم اعتبارا من يوم الأحد خلال أوقات الدوام الرسمي، مؤكدا أن كتائبه ستشن حملة صاروخية على العاصمة ”ردا على قصف طائرات النظام الهمجي على أهل الغوطة”. وسُمعت أصوات سيارات الإسعاف على الفور، حيث تم نقل الجرحى إلى بعض مستشفيات دمشق مثل مستشفى المواساة ومستشفى المجتهد والمستشفى الفرنسي، كما سارع كثير من المارة للعودة إلى منازلهم حتى بدت معظم الشوارع خالية. وبدوره، أكد الناشط الإعلامي، أبو أنس الدومي، إطلاق جيش الإسلام عددا كبيرا من الصواريخ على دمشق ”انتقاما لمجازر النظام التي يرتكبها بحق مئات المدنيين في الغوطة الشرقية كل يوم”. وفي حين نشر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن سقوط صواريخ على دمشق ونسبوها لجيش الإسلام، لم يتبن الأخير هذه العملية رسميا بعد، واكتفى علوش بنشر تعليق على موقع تويتر في الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي أعلن فيه ”رفع حظر التجول عن المدنيين في العاصمة دمشق حتى إشعار آخر”. ومن جهته، رفض الناطق العسكري باسم الجبهة الإسلامية، النقيب إسلام علوش، الإدلاء بأي تصريح عن استهداف دمشق بالصواريخ، واكتفى بالقول إن أهداف العملية قيد الكتمان حتى اللحظة ”لغايات عسكرية”.