استغلت قابضة ببريد الجزائر وكالة بريد ديدوش مراد، ثقة أربعة أفراد من عائلة تقرب لها تمارس نشاط تجاري واختلست أموالا بالمركز البريدي الذي تعمل به مبلغا ماليا تفوق قيمته 400 مليون سنتيم، على دفعات خلال ثلاث سنوات باستعمالها صك النجدة وبتدوين عليه عبارة ”معروف” عند كل عملية اختلاس تقوم بها، على الرغم من معرفتها أن الإجراء ممنوع تماما على مستوى المركز. وحاولت ”س” المتهمة في قضية الحال نفي الوقائع المتابعة بها في الجلسة بالغرفة الجزائية لمجلس قضاء العاصمة، واختلاسها مبلغ 40 مليون سنتيم من حسابات ضحاياها. غير أن القاضية واجهتها بإمضائها على وثيقة الاعتراف بالدين وتعهدها بإرجاع المبلغ المختلس لأفراد العائلة الضحايا للحيلولة دون كشف أمرها للعدالة فوجه لها مسؤولو مركز البريد الذي كانت تعمل به تهم التزوير واستعمال المزور واختلاس أموال عمومية. وتأسست المؤسسة المصرفية في الملف طرفا مدنيا في القضية وطالبت باسترجاع المبلغ المالي المختلس من طرف المتهمة خلال الفترة الممتدة بين 2012 و2014، وكذا تقديم تعويض كتابي عن الأضرار اللاحقة به، والمقدر ب 200 مليون دينار، فيما التمس النائب العام تسليط تشديد العقوبة ضدها. وعملت ”س” المتهمة في الملف كقابضة بمركز بريد ديدوش مراد بالعاصمة لمدة 15 سنة، وتمكنت في ثلاث سنوات خلال الفترة الممتدة بين 2011 إلى 2014 من اختلاس المبلغ المالي السالف الذكر مستغلة علاقة القرابة التي تربطها بإحدى العائلات التي تقرب لها من بعيد، أين كانت تذهب لها الزوجة لسحب مبلغ من المال من حسابها أو من حساب زوجها ووالدتها وتسلمها شيكات المعنيين بالأمر، ممضية بخط أيديهم. وخصصت الضحية نهاية كل شهر لسحب مبلغ ضخم من المال للتبرع به لجمعية خاصة لليتامى، ما جعل المتهمة تسحب مبالغ مالية بين 3 إلى 4 ملايين سنيتم، في كل مرة، خلسة عليها ”الزوجة” التي سلمتها من قبل بطاقة السحب المغناطيسية مع الرقم السري ”كود” لسحب لها 4 ملايين سنتيم، حين تعذر عليها الأمر، بسبب عطل على مستوى آلة السحب لتراود الضحية الشكوك حول اختراق المتهمة للحجج لما كانت تطالبها في كل مرة بتسليمها الوصل بعد عملية كل سحب لكي لا تتفطن لعمليات السرقة التي طالت حسابها البريدي، والذي لم تكن الضحية على علم بمداخيلها المالية لعدم إجرائها كشف للأرصدة المالية لتكتشف بعد اطلاع زوجها، ما أخبرت بها زوجها وإجراء عمليات كشف للحسابات الأربعة وجود ثغرة مالية بحسابها الشخصي قدرها 70 مليون سنيتم، واختلاسات أخرى بحساب زوجها ووالدتها وشخص آخر من العائلة أطلعت مسؤولي المركز عليها.