أسفرت التحريات التي قامت بها عناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالبليدة، في قضية إختلاس مبالغ مالية من حساب بريدي لأحد المواطنين، عن اكتشاف تورط قابض مركز البريد بملاحة ببلدية بوعنان، حيث بلغ مجموع المبلغ المالي المختلس أزيد من مليار و300 مليون سنتيم. فبناء على شكوى تقدم بها أحد المواطنين أمام الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببوعنان يفيد بتعرضه إلى عملية اختلاس مبلغ مالي قيمته 3 ملايين وثمانية آلاف دينار من حسابه البريدي بمكتب البريد بملاحة، بلدية بوعنان بالبليدة، وبعد تبليغ قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالبليدة، على الفور كلّف عناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بالتحقيق في القضية، وأسفرت التحريات في القضية عن تحديد هوية الفاعل ويتعلق الأمر بقابض مركز البريد بملاحة المسمى "ش.ن" والبالغ من العمر 41 سنة، وتبيّن أنه قام بتزوير الوثائق الإدارية المتمثلة في بطاقات التعريف الوطنية، وطلبات خطية محررة بأسماء أصحاب الحسابات البريدية وتحضير صكوك بريدية، من أجل اختلاس المبالغ المالية بتواطؤه مع شخص آخر يتعلق الأمر بالمسمى "ه.ه« البالغ من العمر 32 سنة يوجد في حالة فرار. وبيّنت التحريات أن المشتبه فيه الرئيسي بمجرد دفع المستحقات المالية بالحسابات البريدية الجارية، يقوم قابض البريد مباشرة بسحب المبلغ المالي من حساب الضحية بعد تأشير طلب الحجز بواسطة ختم البريد، وذلك بعد جلب المعلومات الضرورية والدقيقة الخاصة بضحاياه. ومواصلة للتحريات، تمكن المحققون من حجز مبلغ مالي قيمته حوالي 760 ألف دينار كانت مخبأة بالخزانة الفولاذية بمقر مكتب قابض البريد لمركز بريد ملاحة وتجميد مبلغ آخر قيمته مليون دينار بحساب زوجته والذي يعد من ضمن المبالغ المالية المختلسة من أرصدة الضحايا. وأفضى التحقيق أيضا إلى أن المشتبه فيه الرئيسي قام بأربع عمليات اختلاسات راح ضحيتها أربع ضحايا، وقدر المبلغ المالي المختلس إجمالا من أرصدتهم بقيمة مليار و378 ألف دينار، وبعد استكمال إجراءات التحقيق تم تقديم المشتبه فيه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك الذي مر بإيداعه بالمؤسسة العقابية ببوفاريك.