صرح أحد مستشاري وزير الطاقة إن إنتاج الجزائر من النفط الذي يبلغ حاليا 1.1 مليون برميل يوميا من المتوقع أن يبقى مستقرا، ليناقض بذلك تصريح وزير الطاقة يوسف يوسفي أن الجزائر سترفع إنتاجها النفطي لمواجهة انخفاض أسعار الخام الذي قلص مداخليها من الصادرات. وقال علي حاشد مستشار بارز لوزير الطاقة، أمس الأول أن إنتاج الجزائر من النفط الخام، الذي يبلغ حاليا 1.1 مليون برميل يوميا من المتوقع أن يبقى مستقرا. وأبلغ علي حاشد الصحفيين على هامش مؤتمر في لندن أن إنتاج النفط الجزائري “سيبقى مستقرا في الأعوام القليلة المقبلة”. وأضاف أن الجزائر العضوة في منظمة أوبك تهدف إلى تعزيز احتياطاتها وإنتاجها في المستقبل. فيما أكد وزير الطاقة، يوسف يوسفي مؤخرا، أن الجزائر قد ترفع إنتاجها من النفط لمواجهة انخفاض أسعار الخام الذي قلص مداخليها من الصادرات، مشيرا إلى رفع قدرة إنتاج مشاريع الطاقات المتجددة إلى 25 ألف ميغاواط بدلا من 12 ألف ميغاواط المحددة في برنامج 2011. من جهة أخرى، وفي إطار تحركات الجزائرية لإنقاذ أسعار البترول التي تواصل الإنهيار منذ أزيد من 7 أشهر، بادرت الجزائر إلى اجتماع ضم وزراء شؤون خارجية الدول الأعضاء في منظمة البلدان الإفريقية المنتجة للنفط لمناقشة وضعية وآفاق السوق النفطية. وحسبما علم أمس بأديس أبابا لدى المنظمة، فإن وزراء شؤون خارجية الدول الأعضاء في منظمة البلدان الإفريقية المنتجة للنفط قد أكدوا خلال هذا الاجتماع الذي جرى مساء الإثنين المنصرم “العمل معا من أجل ضمان تطور مستقر للتدفق الطاقوي وبالتالي توفير الظروف لإنعاش الاقتصاد العالمي”. في ذات السياق أكد الوزراء على مبدأ مواصلة تلك الجهود بالتنسيق مع نظرائهم الإقليمي والاقتصاد العالمي. كما أشار الوزراء إلى أن “استمرار هذا الوضع سيؤثر بشدة على آفاق الانتقال الطاقوي التي تشكل رهانا حاسما لضمان الوفرة الطاقوية على المدى الطويل”. وتعتبر منظمة البلدان الإفريقية المنتجة للنفط منظمة شبه حكومية تم إنشاؤها سنة 1987 بلاغوس (نيجيريا) لتكون أرضية تعاون وتنسيق وتقاسم المعارف والكفاءات بين البلدان الإفريقية المنتجة للنفط. وتهدف هذه المنظمة إلى ترقية المبادرات المشتركة والمشاريع في مجال سياسات واستراتيجيات التسيير في جميع مجالات الصناعة البترولية بغية السماح للبلدان الأعضاء الاستفادة من نشاطات استغلال هذه الموارد غير المتجددة. وتضم المنظمة حاليا 18 بلدا عضوا وهي الجزائر وجنوب إفريقيا وأنغولا وبنين والكاميرون والكونغو وجهورية الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار ومصر والغابون وغانا وغينيا الاستوائية وليبيا وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والسودان وتشاد. وبعد رفض السعودية في اجتماع أوبك في نوفمبر الماضي للمقترح الذي تقدمت به الجزائر لخفض إنتاج المنظمة بنحو 5 في المائة لوقف انهيار أسعار النفط، واختارت عوضا عن ذلك الدفاع عن حصتها وحصة باقي المنتجين في “أوبك” بالسوق. وانخفضت أسعار النفط أمس بأكثر من واحد بالمائة مع ارتفاع الدولار في أوائل التعاملات الآسيوية وتعرضت الأسعار لضغوط أيضا من تقرير يظهر زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية. ونزل سعر البرنت إلى 48.79 دولار للبرميل الواحد قبل أن يعوض بعض خسائره في تداوله منخفضا ب60 سنتا ليصل 49 دولارا للبرميل. وتراجع خام النفط الأمريكي ب70 سنتا ليصل 45.53 دولار للبرميل الواحد. وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أكثر من اثنين بالمائة عند التسوية يوم أمس الأول عندما سجل مؤشر الدولار أكبر انخفاض له منذ مطلع أكتوبر وسط بيانات أمريكية ضعيفة تلقي بشكوك على التفاؤل بشأن آفاق أكبر إقتصاد في العالم. وقال محللون: “أن المحرك الرئيسي لأسعار النفط في الأيام القليلة الماضية كان تقلبات العملة، لاحظنا بعض الضعف في سعر الدولار وهو ما ساعد في دعم الأسعار الليلة الماضية”. وأضافوا أن “تراجع النفط قليلا في التعاملات الآسيوية وربما يعكس ذلك ارتفاع الدولار قليلا”.