أكد وزير الطاقة يوسف يوسفي، الخميس، أن الجزائر قد ترفع إنتاجها من النفط لمواجهة انخفاض أسعار الخام الذي قلص مداخليها من الصادرات. وقال يوسفي خلال لجنة استماع أمام لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان، بان سوناطراك بصدد تسريع تطوير عشرات الحقول. مشيرا بان الوزارة تدرس إمكانية رفع إنتاجنا من المحروقات لرفع مداخيل البلاد. و أوضح يوسفي أن خيار ضخ المزيد من النفط الذي يتوقعه قطاعه أضحى ضروريا للحفاظ على مداخيل البلد من العملة الصعبة التي تضررت من انخفاض أسعار الخام في الأسواق الدولية. وقال في هذا الصدد «لا نعلم كم من الوقت ستدوم الأزمة» مؤكدا أن البلد في حاجة إلى تمويل تنميته الاقتصادية دون اللجوء إلى المديونية الدولية. وتنتج سوناطراك نحو 1,2 مليون برميل في اليوم و هو سقف الحصة المحددة من طرف منظمة الاوبيب للجزائر. من جانب أخر، أكد يوسفي، أن الجزائر سترفع قدرة إنتاج مشاريعها في مجال الطاقات المتجددة . و قال أن قطاعه سيقدم خلال الأسابيع المقبلة تحيينا لبرنامج الطاقات المتجددة الذي صادقت عليه الحكومة في 2011. وستتضمن الصيغة الجديدة زيادة في قدرة إنتاج المشاريع في مجال الطاقات المتجددة من خلال رفعها إلى 24.000 أو 25.000 ميغاواط بدل 12.000 المحددة في برنامج 2011. وأوضح الوزير أن الجزائر قادرة على استكمال هذا المشروع الكبير لإنتاج في آفاق 2030 أزيد من ثلث حاجيات البلاد من الكهرباء انطلاقا من مصادر متجددة. وفيما تواصل أسعار النفط انهيارها، تزداد شراسة حرب التصريحات بين منظمة «أوبك» ومنتجي النفط خارجها، خاصة شركات النفط العالمية الكبرى التي خسرت مليارات الدولارات في أسواق المال وتستعجل تعافي الأسعار. وتجلى ذلك خلال مؤتمر «دافوس» حيث واصلت الشركات النفطية هجومها على دول «أوبك»، فيما دافعت المنظمة عن قرارها عدم التدخل لوقف انهيار الأسعار. ووجهت شركات الطاقة الكبرى تحذيراتها على هامش المنتدى من عواقب سياسة «أوبك»، وقالت إنها ربما تؤدي إلى نقص كبير في الإمدادات مع نضوب الاستثمارات. وأعرب كبار رؤساء الشركات النفطية، عن قلقهم من انخفاض الاستثمارات في الصناعة النفطية، وتأثير ذلك على مستقبل الإمدادات العالمية من النفط، وصدرت التحذيرات على لسان رئيسا اثنتين من أكبر شركات النفط العالمية. وقال كلاوديو دسكالزي رئيس شركة «إيني» الإيطالية للطاقة، إذا لم تتحرك «أوبك» لإعادة الاستقرار إلى أسعار النفط فربما ترتفع الأسعار إلى 200 دولار للبرميل بعد عدة أعوام. وتوقع أن تستمر الأسعار عند مستويات منخفضة لمدة 12الى 18 شهراً ثم تبدأ في التعافي تدريجياً، مع بدء هبوط الإنتاج الصخري في الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بريتيش بتروليم» بوب دادلي: إن أسعار النفط قد تظل منخفضة لمدة تصل إلى 3 سنوات، كما توقع أن يرى الأسعار الحالية المنخفضة لمدة عام على الأقل. ودافع الأمين العام لمنظمة «اوبك» عن سياسة المنظمة، وقال بأنها غير موجهة ضد دول، ورد على الانتقادات بتأكيده، بان الإنتاج يجب أن يرتكز على النفط الأقل كلفة، مشيرا بان الأسعار ستتعافي تدريجيا وظهرت مخاوف من تأثير انخفاض الأسعار على مستويات الإنتاج فيما بعد عام 2020، فمن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي خلال السنوات المقبلة بمستويات كبيرة، في الوقت الذي تعرف فيه الاستثمارات في المجال النفطي تراجعا كبيرا، ومن غير المتوقع حتى في حال تحسن الأسعار في النصف الأول من العام الجاري أن تقدم الدول المنتجة والبنوك على تمويل مشاريع نفطية جديدة. وحتى دول الخليج الغنية بالفوائض المالية، تجد صعوبة في تمويل بعض مشاريع التوسع، مع تواصل خسائرها من مبيعات النفط الخام والمقدرة ب 300 مليار دولار، في وقت تسود فيه توقعات بأن تستمر أسعار النفط في مستويات منخفضة طوال العام الجاري.