طالبت جماعة الحوثي في اليمن، الاثنين، باستيعاب 20 ألفا من مسلحيها في الجيش وأجهزة الأمن كدفعة أولى، مقابل القبول بترتيبات أمنية جديدة في العاصمة ومحيطها، وأمهلت جماعة الحوثي، القوى السياسية اليمنية 3 أيام للخروج بحل يهدف إلى سد الفراغ السياسي. هدد الحوثيون باتخاذ إجراءات لترتيب سلطة الدولة في حال فشل جهود القوى السياسية، وتأتي تصريحات الحوثيين، في ظل مطالبات بنقل حوار القوى السياسية من العاصمة اليمنية صنعاء إلى تعز، بعيداً عن هيمنة الميليشيات، وأكدت أحزاب وقوى سياسية أن نقل الحوار إلى تعز هو الضامن الأكيد لإيجاد حل عادل يرضي الأطراف كافة، مشيرين إلى أنه لا جدوى من أي حوار تحت سيطرة السلاح وتهديد جماعة الحوثي المسلحة. وأكد مسؤولون محليون يمنيون وجماعة تابعة لتنظيم القاعدة أن ما لا يقل عن 10 أشخاص قتلوا في اليمن خلال الأيام الأربعة الماضية في هجمات قادتها الجماعة ضد المقاتلين الحوثيين والجيش اليمني. وقالت جماعة أنصار الشريعة أن أعضاءها استهدفوا وقتلوا القيادي الحوثي في مدينة إب وسط اليمن أبو عبد الله العيادي، وذلك حسبما ذكر حساب الجماعة على تويتر. وأشار مسؤولون محليون في المنطقة إلى أن الاشتباكات بين الجيش والمتشددين أدت أيضاً إلى مقتل ما لا يقل عن 3 من أعضاء أنصار الشريعة، وأضافت الجماعة أيضا على تويتر أنها أطلقت النار على ضابط بالجيش في محافظة لحج بجنوب اليمن الجمعة وقتلت 3 مسلحين حوثيين آخرين في محافظة البيضاء بوسط اليمن الخميس. وفي الأثناء، أمهل البيان الختامي للمؤتمر الوطني، الذي دعا إليه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في صنعاء، الأحد القوى السياسية ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ السياسي في البلد، مهددا بتفويض اللجان الثورية التابعة للحوثيين باتخاذ إجراءات فورية لترتيب أوضاع السلطة والمرحلة الانتقالية إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة. واتهم البيان الختامي أطرافا بدعم ”التكفيريين” وصولا لاستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي بغرض المناورة، كما اتهمها بالتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه، وقدم البيان لائحة من 11 نقطة تبدأ بتثمين دور الجيش واللجان الشعبية والأمن في حماية الوطن من الفوضى، وتدعو إلى تعديل مسودة الدستور وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وجاء هذا البيان بعد انتهاء المؤتمر الوطني الموسع الذي دعا إليه الحوثي، وكانت معظم القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة قد رفضت المشاركة فيه. ومن جهته، قال رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثيين صالح الصماد أن القوى السياسية في اليمن تتصارع في فندق بصنعاء ”للحصول على أكبر قدر من المكاسب مستغلة حساسية الوضع لابتزاز الوطن”، في إشارة للمفاوضات التي يعقدها مبعوث الأممالمتحدة للبلاد جمال بن عمر مع الأطراف السياسية.