الحوثيون يُمهلون الرئيس اليمني عشرة أيام لتشكيل حكومة جديدة دعا سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية في العاصمة اليمنية صنعاء الحركة الحوثية المسلحة لوقف ما وصفوه باستحواذها المستمر على الأنشطة العسكرية وأنشطة الدولة، وسيطرتهم على مناطق مختلفة من اليمن، والاستيلاء على المعدات العسكرية الحكومية. وقالت تقارير إعلامية في صنعاء إن السفراء طالبوا في بيان جديد لهم الحوثيين بتسليم المعدات والأسلحة الثقيلة العسكرية التي استولوا عليها للدولة. والمبادرة الخليجية هي اتفاقية سياسية أعلنتها دول الخليج في 3 أفريل 2011 لترتيب انتقال السلطة في اليمن، عقب الاحتجاجات الشعبية التي خرجت ضد الرئيس السابق على عبدالله صالح، وانتهت بتنحي صالح وتسليم السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي. وشدد سفراء الدول الخليجية على كل القوى اليمنية بضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة الموقع في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي بأسرع وقت ممكن وبأعلى قدر من الحكمة، بحسب البيان. وكان الحوثيون قد أمهلوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحّاح 10 أيام لتشكيل الحكومة وهددوا بتشكيل مجلس حكماء لإدارة شؤون البلاد في حال عدم الاستجابة إلى طلبهم. جاء هذا الإنذار في نهاية اجتماع عقده قادة الحوثيين مع عدد من مشايخ المحافظات اليمنية الجمعة في صنعاء، والذي أقر تشكيل ما سموها بلجان ثورية في كل محافظات البلاد بما فيها المحافظات الجنوبية وتشكيل لجنة من شخصيات شمالية وجنوبية لوضع حلول للقضية الجنوبية. وتقول مصادر إعلامية إن قوى سياسية وصفت قرار الحوثيين تشكيل لجان ثورية ونشرها في كل المحافظات بأنه خطوة تهدف للتغطية على سلبيات انتشار الحوثيين العسكري في بعض المحافظات وإعطاء غطاء لانتشارهم في المحافظات الجنوبية. إلا أن الحوثيين يقولون إن تلك الخطوة هي من مظاهر استكمال الثورة. وقال ضيف الله رسام الناطق باسم ما يدعى اتحاد القبائل الشعبي "كل الخيارات مطروحة في حال فشله في تشكيل حكومة". وأضاف "اجتماعنا المقبل سيكون في مقر صنع القرار". ويعتبر تشكيل الحكومة جزءا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الأممالمتحدة لتسوية الأزمة السياسية في اليمن. وكانت الحركة الحوثية قد بسطت سيطرتها على مناطق واسعة في الدولة بما فيها العاصمة صنعاء التي اقتحمتها يوم 21 سبتمبر الماضي وسط ما وصفه البعض بتواطؤ من بعض وحدات الجيش. وما زالت الحركة تحاول أن بسط سيطرتها على مزيد من المحافظات والمدن اليمنية بالاستعانة بتحالفات قبلية. فجرت ميليشيات الحوثي مقار حزب "التجمع اليمني للإصلاح" التابع لجماعة الإخوان. جاء هذا بعد سقوط ثلاثة قتلى في اشتباكات عنيفة بين مسلحين حوثيين وحراس المكتب التنفيذي للحزب، وسط مدينة إب، واستخدمت فيها المدافع الرشاشة وقذائف "آر بي جي". وأفادت تقارير بالعاصمة اليمنية صنعاء أنه بعد الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين وحراس مبنى الحزب، تم اقتحام المبنى وإفراغه من محتوياته من أثاث وأوراق، ثم تم تفخيخه وتفجيره"، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو تضييق الخناق على حزب "التجمع اليمني للإصلاح". على صعيد آخر، حذرت قبائل موالية للحوثيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من أنها سوف تلجأ إلى تشكيل مجلس إنقاذ وطني في حال لم يتم تشكيل حكومة جديدة على أساس اتفاق السلام الموقع في سبتمبر، جاء هذا التحذير خلال تجمع عقد بدعوة من عبد الملك الحوثي زعيم حركة "أنصار الله" وشارك فيه مناصروه. وأمهل زعيم قبلي من المتمردين الحوثيين في اليمن الجمعة الرئيس عبد ربه منصور هادي عشرة أيام لتشكيل حكومة جديدة محذرا من أنه سيتم تشكيل "مجلس إنقاذ وطني" في حال لم يقم بذلك. واستفاد المتمردون الشيعة من عدم الاستقرار في اليمن منذ انتفاضة 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، للسيطرة في 21 سبتمبر على صنعاء بعد شهر من التصعيد في الشارع، ووقعوا في اليوم نفسه اتفاقا للسلام ينص على تشكيل حكومة جديدة.