طعنت 7 نقابات من ”التكتل النقابي” في مصداقية دعوات الحوار الصادرة عن المسؤولة الأولى لقطاع التربية أسبوعا قبل شن إضراب شامل في المؤسسات التربوية، موجهة لها تحذيرات من المراوغة وربح الوقت، هذا ودعتها إلى اتخاذ حلول جادة لمطالبهم من شأنها وقف الاحتجاج قبله تصعيده، وهذا فيما ذهبت نقابات من التكتل بعيدا واتهمت الوزيرة بفشلها بالمهمة التي أوكلتها لها الحكومة واعتبرت أن الحقيبة الوزارية التي تحملها أثقل منها. خلال ندوة صحفية نظمها رؤساء نقابات التكتل النقابي بمقر اتحاد ”الانباف” شرحت النقابات السبعة أسباب اللجوء إلى إضراب 10 و11 فيفري الجاري وأهم المطالب التي تنادي إلى تحقيق مع تقديم توضحيات للرأي العام عن تبرئتهم من تهم زلزلة استقرار 8 ملاين تلميذ، وهو ما أكدته تصريحات ممثل ”الكلا” زوبير روينة، الذي دعا الحكومة لمراعاة خصوصية قطاع التربية قائلا ”نريد الخير للقطاع ونحن أيضا نخاف على أبنائنا لكن نريد أيضا تحقيق طلبات القاعدة”. وأشار في المقابل عبد الكريم بوجناح رئيس نقابة ”أسنتيو” عن لائحة المطالب التي قدمت بتاريخ 25 جانفي في ظل غياب نية حقيقية من الوزارة لتلبيتها، مشككا في تلبية انشغالاتهم مع الحوار الذي دعت إليه وهذا في ظل تهديدها بالعدالة واستعمالها سياسية العصا مؤكدا أنها في تناقض تام، وقال ”لقاءات الشاي لا نريدها” وطرق معالجة الوزيرة للمطالب لا تزال بعيدة على تلبية المطالب علما أن هناك مطالب يمكن لها أن تلبيها في ظرف 24 ساعة” -يضيف بوجناح- الذي قال ”إضرابنا شرعي ولا نخاف بالعدالة ولو نية الوزيرة حسنة لاستجابت لمختلف المطالب المرفوعة، قبل أن يستطرد قائلا ”أن الحقيبة التي تحملها بن غبريط أكبر منها”. أما حميدات محمد رئيس النقابة الوطنية المستقلة للتعليم الابتدائي فقد انتقد لجوء الوزارة المتكرر إلى محاضر وهمية وأكد أن التكتل انتفض من أجل مطالب واقعية على غرار المشاكل العديد التي يعرفها الطور الابتدائي منذ الاستقلال بسبب بقائها رهينة البلديات، مؤكدا أن فشل النقابات في الدفاع على هذا الطور استدعى منهم تشكيل تنظيم نقابي لرفع الغبن على الأساتذة والتلاميذ وخاصة في المناطق النائية من خلال التكتل الذي ينادي ب7 مطالب أساسية. هذا فيما أشار الصادق دزيري أن الحكومة متخوفة إذا فسحت المجال لتلبية مطالب قطاع التربية القطاعات الأخرى تتحرك، متسائلا عن أسباب توقيع محاضر مشتركة بين النقابات والحكومة، وقال ”للأسف هناك من المطالب ما أخذ بكل جدية ولكن أسقطت مطالب أساسية موجودة في إطار مطالب التكتل على غرار الترقيات والأثر الرجعي”. إجماع على تلبية دعوة بن غبريط لجلسات الصلح قبل تنفيذ وعيد الإضراب هذا وأجمع الكل أن الهدف من التكتل ليس التأثير على دراسة الأطفال داعين أن تتحرك الوزارة وتمشي في إطار المعقول خاصة وأن لها فرصة لتلبية المطالب التي من اختصاصها من أجل المصلحة العامة، حيث أكد بلعمورة بوعلام رئيس نقابة ”ستاف” أن فرصة دعوة الوصاية للحوار يجب أن تستغل عدم إيجاد حلول جادة وهذا قبل أن يؤكد بوجناح أن كل ما سيناقش خلال جلسات الحوار الفردية التي قررت الوزارة عقدها مع نقابات السبعة ستناقش في إطار التكتل، في حين أكد الصادق دزيري هنا ”نحن دعاة حوار وإذا كانت هناك نية جادة لتلبية المطالب المرفوعة وكانت هناك أجندة زمنية معقولة يمكن وقف الإضراب الذي لن يتم إلا بعد قرار أخير من التكتل النقابي. أما مزيان مريان المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السنابست” فقد أكد أن التكتل ليس ضد الوزيرة ويجب توضيح هذه الرؤية جيدا، مؤكدا أنه وجد من أجل إيجاد حلول للمشاكل المهنية الاجتماعية وكذا البيداغوجية، و”نحن لسنا تكتل من أجل الإضراب” وهو ما أكده بلعموري لغليظ عن نقابة ”السناباب” الذي شدد عدم سعيهم لعرقلة المسار الدراسي ل8 ملايين تلميذ مستشهدا بذلك بأيام الإضراب التي اختيرت حيث تم اختيار 10 و11 فيفري من أجل الضغط على الوزارة من خلال وقف عن العمل لمدة يوم ونصف. وعن اللقاءات الفردية التي دعت إليها الوزارة أجمع النقابيين الذين أداروا الندوة الصحفية أن الوزارة تعمدت أن تكون اللقاءات مع النقابات السبعة فردية بدل عقد لقاء جماعي مع كل هذه النقابات وهذا خوفا منها الاعتراف بالتكتل النقابي إذا جمعت النقابات دفعة واحدة، علما أن الوزارة قد دعت كل نقابات التربية التسعة إلى لقاءات بما فيها التي لم تعلن عن الإضراب.