من المزمع أن تتسبب الأحوال الجوية السيئة والمضطربة التي تشهدها الجزائر في إلغاء أو تأجيل شحنات من الغاز لتصديرها إلى أوروبا، بعد أن تسببت موجة البرد والأمطار والرياح العاتية في تجميد نشاط منائي سكيكدة وأرزيو أمام حركة السفن. وحسب ما نقلته وكالة ”رويترز” للأنباء، أمس، عن مصادر من مينائي أرزيو وسكيكدة لتصدير الغاز، فإن الأحوال الجوية السيئة التي تسببت في إغلاق الميناءين أمام السفن من المتوقع أن تستمر حتى نهار اليوم أو أكثر وذلك استنادا إلى نشرات المناخ. وقد تم مباشرة أعمال صيانة تستمر لمدة شهرين في الوحدة الجديدة للغاز الطبيعي المسال في سكيكدة وطاقتها 4،7 مليون طن سنويا. وقال مصدر بأرزيو إن الميناء الذي تبلغ طاقته التصديرية 16.3 مليون طن سنويا، قد أغلق تقريبا منذ خمسة أيام بسبب عواصف بحرية. وأضاف أن سفينة تمكنت من دخول الميناء هذا الأسبوع لتسليم وقود لعمليات التكرير. وقد كانت قد كشفت رويترز أن الصادرات الغازية الجزائرية قد تراجعت بصورة محسوسة خلال شهر جانفي الجاري، نتيجة توقف جزئي لإحدى وحدات سكيكدة في عرض البحر، كما حالت الأحوال الجوية دون دخول عدد من ناقلات الخزانات أيضا في ميناء أرزيو، وأوضحت الوكالةاستنادا إلى وسطاء تجاريين أن مصنع سكيكدة لإعادة التمييع الذي تصل قدرته إلى حوالي 9.2 مليون طن سنويا، يكون قد توقف عن تصدير الغاز الطبيعي المميع في 7 جانفي الجاري، ولم تسجل حسب 3 مصادر متطابقة سوى نشاطات متقطعة، وتوقعت نفس المصادر أن تتواصل الاضطرابات خلال أشهر. وأكدت الوكالة الدولية أنه لم يتضح إذا كان العطب المسجل في سكيكدة جزئيا أو كاملا، حيث لم ترد سوناطراك على كافة الاتصالات لطلب تعليقات حول الخبر، مضيفة بأن مصادر متصلة بالشحن أكدت أن شحنات من سكيكدة تم إلغاؤها أو تأجيلها، وأن هذه الشحنات كانت مبرمجة خلال الأيام المقبلة، وأخرى في 20 فيفري. وتابعت الوكالة مستندة إلى متابعة حركة السفن أنه لا يوجد أي ناقلة مبرمجة باتجاه سكيكدة، مشيرة إلى أن مصدرا من الوسطاء التجاريين توقعوا أن تمتد الاضطرابات 70 يوما إجمالا، ويبدو أن قطر استبقت الوضع الجديد مع انقطاع الإمدادات الغازية الجزائرية جزئيا في فترة يعرف فيه الطلب الذروة، حيث سجلت الصادرات القطرية ارتفاعا باتجاه إيطاليا، حسب محلل خبير في سوق الغاز الطبيعي المميع، وربط هذا الأخير ذلك بالعطب الذي عرفته وحدة سكيكدة التي تزود إيطاليا بالغاز الطبيعي المميع. في نفس السياق، عرفت وحدة أرزيو أيضا اضطرابا نتيجة سوء الأحوال الجوية، حيث حال الوضع دون دخول عدد من ناقلات الحاويات الغازية في الميناء لملء خزاناتها، علما أن الوحدة تمتلك قدرة تصدير ب16،300 مليون طن سنويا، وأفاد وسطاء تجاريون بأنه لم تسجل أية عملية شحن خلال الأسبوع الماضي، فيما بينت حركة السفن بقاء 4 ناقلات في عرض البحر بمقربة من ميناء أرزيو، بعضها مسجل كسفن تدخل الميناء، بينما غادرت سفينة واحدة الميناء منذ مدة بعد عملية الشحن.