سعداني يرفع سقف شروط المشاركة في مبادرة الأفافاس

قال إن الأفالان لن يقبل أن يكون مرؤوسا في مبادرة وطنية

رفع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، سقف شروط مشاركة حزبه في ندوة الإجماع الوطني التي يتبناها حزب الأفافاس، فبعد أن أكد موافقته على المشاركة في الندوة بشرط عدم الخوض في شرعية المؤسسات المنتخبة التي اعتبرها خطا أحمر، وفي خرجة غير متوقعة، لمح سعداني، إلى رفضه لمبادرة الدا الحسين، وقال إن ”الأفالان لن يقبل أن يكون مرؤوسا في أية مبادرة وطنية، كونه يمثل حزب الأغلبية”.
أوضح سعداني، خلال لقاء جمعه بالأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، بالمقر المركزي للأفالان بحيدرة، أن الأفافاس كان في المعارضة ولم يكن له حضور سياسي وكان مقصى لظروف أخرى، مضيفا أن الحزب عاد بمبادرة الإجماع الوطني، ”غير أن المشاورات التي قمنا بها مع الأفافاس لا تكفي لتكون في مستوى المبادرة، كون لحد الساعة لم تتضح إن كانت مبادرة فردية أو موالاة أو مبادرة تشارك فيها كل الأطراف”، متسائلا عن من يحضر فيها ومن يترأسها؟
ووضع الأمين العام للأفالان، شروطا تعجيزية مقابل المشاركة في مبادرة الأفافاس، حيث ركز على عدم الخوض في شرعية المؤسسات المنتخبة القائمة كونها خط أحمر، وابرز أن جبهة التحرير الوطني حزب الأغلبية ولا يقبل أن يكون مرؤوسا في مبادرة وطنية، مشيرا إلى أن الأفالان يلتقي مع الاحزاب السياسية وليس مع الأشخاص والجمعيات.
من جهته، أعلن رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، عن شروط حزبه الذي أعطى موافقته المبدئية للمشاركة في ندوة الإجماع الوطني، والتي لخصها في عدم الإقصاء والاحتكار وإشراك الشعب، إلى جانب أخلقة الحياة السياسية وإحياء قيم أول نوفمبر وتجاوز بعض النقاشات العقيمة، مثل مسألة اللغة العربية والأمازيغية والقيم الدينية التي يمكن لها أن تخلق فتنة بين الجزائريين، والإجماع حول بعض التحديات الخارجية، وقال إنه ”لا يحق لأحزاب المعارضة الطعن في شرعية الرئيس، وإنما في انتقاد سياسته، مثلما من واجبها الطعن في سياسات الوزراء والمجالس المنتخبة”.
ويرى المتتبعون للشأن السياسي أن السلطة فشلت عبر مبادرة ”الأفافاس” في تحقيق إجماع من قبل جميع الأحزاب المؤثرة، على الرغم من عدم رفضها باعتبارها الأقرب للواقع والتحقيق، خاصة أن السلطة لا تريد أن تتحاور وتتفاوض مع أحزاب ليس لها وزن سياسي كبير، وتريد إجماعا سياسيا لوضع بنود غير قابلة للتراجع مستقبلا، وقد تكون ”حمس” هي الطرف الجديد لطرح مبادرة الإجماع الوطني، فهل تنجح ”حمس” حيث فشل ”الأفافاس”؟