تلقت مصالح الأمن لولاية قسنطينة، خلال الأيام الأخيرة، معلومات تفيد بمحاولة إقدام سكان وسط مدينة قسنطينة على القيام بحركات احتجاجية ومنع ضيوف الولاية خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية من ولوج المدينة القديمة ومختلف أزقتها، في حال عدم تلقي السكان ضمانات ومنحهم وصولات بغرض ترحيلهم إلى سكنات جديدة. يأفاد مصدر مطلع أن سكان أحياء السويقة، رحبة الصوف، الجزارين، الأربعين شريف، القصبة، ومعهم عدد من المكتتبين في سكنات تساهمية الذين ينتظرون منحهم المفاتيح منذ أزيد من عشرية كاملة، على غرار المكتتبين مع المرقي ناصر وكذا مغراوي، إلى جانب مسجلين في عدل 1 و2 هددوا بالقيام بهذه الحركات الاحتجاجية. وأوضح عدد من سكان القصبة في لقاء مع “الفجر” أن سكناتهم تنهار مع مرور الزمن، وأغلبها صار مهددا للحياة، وهو ما يعني تصنيفها ضمن المناطق المهددة بالانهيار، إلا أن السلطات المعنية لم تأخذ مطالبهم بجد، وبقيت تمنح تواريخ على تواريخ دون القيام بترحيل المهددين، ما جعل العديد من المقيمين في سكنات بالقصبة يلجؤون لدى أقاربهم في فصل الشتاء على وجه الخصوص، أين تتسع دائرة الخطر أكثر. وكان سكان السويقة قد قاموا مؤخرا بحركة احتجاجية في أعقاب انهيار بناية ومحلات وسط المدينة العتيقة، ما أدى إلى غلق ممر رئيسي وتوقف عدد من التجار عن ممارسة نشاطاتهم قبل أن يطالبوا بتعويضات. وكان مسؤول بديوان الترقية والتسيير العقاري قد صرح منذ أيام قليلة أن أزيد من 4500 عائلة تقطن مختلف أحياء المدينة القديمة معنية بالترحيل، بداية من شهر سبتمبر المقبل. إنهيار بناية أخرى مهجورة بالسويقة يحاصر ثلاث عائلات ولم يمر أسبوع فقط عن انهيار بناية ومحلات وسط السويقة، حتى انهارت ليلة الأربعاء الخميس بناية أخرى مهجورة من طابقين بسبب التقلبات الجوية التي تشهدها قسنطينة منذ أزيد من أسبوع، ما تسبب في محاصرة ثلاث عائلات تقطن سكنات مجاورة بحي عناني الزواوي. وقد تدخل أعوان الحماية المدينة وكذلك عمال البلدية، حيث أكمل رئيس القطاع الحضري سيدي راشد أن مصالح البلدية عملت ليوم كامل من أجل رفع الردوم وتسهيل حركة المواطنين، مضيفا أنه رفع تقرير للسلطات المعنية بغرض الإسراع في إيجاد حلول للعائلات المعنية، محذرا من إمكانية حدوث انهيارات أخرى في حال استمرار تردي الأحوال الجوية.