تعيش 517 عائلة بالمدينة القديمة في قسنطينة في مساكن مهددة بالانهيار، منها 58 عائلة منكوبة داخل هذه البنايات، التي تتزايد وتيرة التصدع بها بشكل أسرع من تحرك الجهات المعنية للترميم أو الترحيل. تتزايد مخاوف السكان مع كل فصل شتاء بسبب التقلبات الجوية خاصة بعدما تسببت الثلوج والأمطار التي اجتاحت عاصمة الشرق الأعوام الماضية في تشريد العديد من العائلات وانهيار الكثير من المباني، مما أجبر مصالح الحماية المدنية على إخطار السلطات المعنية بالوضعية الحقيقية لهذه العائلات ولسكناتها والتي يستوجب نقلها إلى سكنات جديدة ولائقة قبل وقوع أي كارثة. وقد ذكرت التقارير المقدمة من طرف مديرية الحماية حول حوادث الانهيارات خلال السنوات الفارطة، أن أزيد من 3841 عائلة مهددة بخطر انهيار مبانيها عبر الولاية بسبب قدم البنايات والانزلاقات، وقد جاءت هذه الإحصائيات في أعقاب الخرجات الاستطلاعية التي قامت بها ذات المصالح، والتي بلغت 760 تدخل في الفترة الممتدة ما بين 2004 2007، حيث سجلت بعض حوادث الانهيار الخطيرة التي تمكنت في فترة وجيزة من إلحاق أضرار جسيمة بعدة عائلات، حيث تم آنذاك تسجيل خسائر بشرية وأخرى مادية. ففي سنة 2004 تم تسجيل وفاة 3 أشخاص وجرح أربعة آخرين، بالإضافة إلى تضرر 25 عائلة أخرى دون الحديث عن الخسائر المادية والمتمثلة في تلف الأثاث المنزلي لأغلب المساكن. ومع هذه الأوضاع، ورغم أن الحكومة قد قررت منذ مدة وضع برنامج استعجالي لترميم وتأهيل البنايات والأحياء القديمة، إلا أن الأمور تسير ببطء شديد أو سكون إن صح التعبير، رغم أن برنامج ترميم البناء القديم التهم إلى حد الآن أزيد من 84 مليار سنتيم، وهو الغلاف المالي الذي خصص للمشاريع الاستعجالية عبر أربع ولايات هي العاصمة، وهران، قسنطينة وعنابة. علما بأنه قد سجل بولاية قسنطينة مشكل الانجراف، وقدم النسيج العمراني بصفة عامة، وخصص لها 360 مليون دينار، بالإضافة إلى البرامج التي أقرتها الجماعات المحلية، غير أن هذه البرامج لم تنه المشكلة بعد، حيث مازال هذا النوع من البنايات يحصد الأرواح بعدة مدن. وقد أوصى مؤخرا مكتب الدراسات المكلف بإعداد مخطط ترميم المدينة القديمة، بإجراءات استعجاليه تتطلب 350 مليار سنتيم، مقترحا جملة من الإجراءات الاستثنائية للتخفيف من حجم الحركة وتنظيم التجارة بأهم الشوارع في المدينة القديمة، حيث تبين أن هناك 575 بناية من مجموع 1165 بناية بالنسيج العمراني القديم لمدينة قسنطينة مهددة بالانهيار، وهو ما يمثل 49 بالمائة، منها 136 بناية في تدهور تام، واعتبرت ذات الدراسة ''السويقة'' السفلى منطقة ''خطرة جدا'' تتطلب الإجلاء التام للسكان، مع ضرورة القيام بإجراءات مستعجلة عبر محيط المدينة القديمة من أجل إعادة الاعتبار للطرقات، والمنافذ، والشبكات ودعم البنايات وتهيئة الشوارع، وهي عمليات تتطلب، حسب تقديرات وردت في الوثيقة، حوالي 350 مليار سنتيم.