طالب سكان حيي القصبة والسويقة العريقين بمدينة قسنطينة بحقهم في السكن الاجتماعي حيث أقدم مواطنو المنطقتين على غلق منافذ الولاية بهدف إيصال رسالتهم الى المسؤولين على القطاع وفي مقدمتهم السيد الوالي، وفي نفس السياق تسبب الاحتجاج في عرقة كبيرة لحركة السير منذ الصباح الى المساء وهو ما خلف استياء كبيرا من طرف جميع المارة وأصحاب السيارات حيث استعمل المحتجون المتاريس والحجارة وكل ما استطاعوا حمله. وفي نفس السياق أبدى السكان امتعاضهم وغضبهم الشديد من المسؤولين بسبب تاريخهم وعدم تنفيذهم لمطالبهم بالرغم من أن الحيين يعتبران من أقدم التجمعات السكنية كما أن بناياته قد تنهار في أية لحظة، وما زاد الطين بلة هو تحصل عدد كبير منهم على وصولات استفادة مسبقة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، ولحد الساعة لم يتم ترحيلهم لأسباب مجهولة حسبهم، للتذكير فان مخاوف سكان المدينة القديمة بقسنطينة تتزايد بسبب خطر تشريد العديد من العائلات وانهيار الكثير من المباني، مما أجبر مصالح الحماية المدنية في العديد من المرات على إخطار السلطات المعنية بالوضعية الحقيقية لهذه العائلات ولسكناتها والتي يستوجب نقلها إلى سكنات جديدة ولائقة قبل وقوع أية كارثة، وقد ذكرت التقارير المقدمة من طرف مديرية الحماية حول حوادث الانهيارات خلال السنوات الفارطة، أن أزيد من 3841 عائلة مهددة بخطر انهيار مبانيها عبر الولاية بسبب قدم البنايات والانزلاقات، وقد جاءت هذه الإحصائيات في أعقاب الخرجات الاستطلاعية التي قامت بها ذات المصالح، حيث سجلت بعض حوادث الانهيار الخطيرة التي تمكنت في فترة وجيزة من إلحاق أضرار جسيمة بعدة عائلات، حيث تم آنذاك تسجيل خسائر بشرية وأخرى مادية ومع هذه الأوضاع، ورغم أن الحكومة قد قررت منذ مدة وضع برنامج استعجالي لترميم وتأهيل البنايات والأحياء القديمة، إلا أن الأمور تسير ببطء شديد، وقد أوصى مؤخرا مكتب الدراسات المكلف بإعداد مخطط ترميم المدينة القديمة، بإجراءات استعجاليه تتطلب 350 مليار سنتيم، مقترحا جملة من الإجراءات الاستثنائية للتخفيف من حجم الحركة وتنظيم التجارة بأهم الشوارع في المدينة القديمة، حيث تبين أن هناك 575 بناية من مجموع 1165 بناية بالنسيج العمراني القديم لمدينة قسنطينة مهددة بالانهيار، وهو ما يمثل 49 بالمائة، منها 136 بناية في تدهور تام، واعتبرت ذات الدراسة ‘'السويقة'' السفلى منطقة ‘'خطرة جدا'' تتطلب الإجلاء التام للسكان، مع ضرورة القيام بإجراءات مستعجلة عبر محيط المدينة القديمة من أجل إعادة الاعتبار للطرقات، والمنافذ، والشبكات ودعم البنايات وتهيئة الشوارع، وبالعودة إلى الاحتجاج الأخير فقد صرح ممثلون عن المحتجين من الأحياء الثلاثة أنهم التقوا برئيس دائرة قسنطينة ومدير «السو» و مسؤول بالأوبيجيي مساء، حيث أخبرهم المسؤولون بأنهم بصدد تسوية ملف هذه الأحياء في أقرب وقت ممكن.