تستمر تحقيقات النيابة العامة المصرية في أحداث العنف خارج ملعب ”الدفاع الجوي” في القاهرة، التي أدت إلى مقتل 22 شخصا معظمهم من مشجعي الزمالك، أثناء محاولتهم دخول الملعب لحضور مباراة مع إنبي. لا تزال النيابة العامة المصرية تحقق في الواقعة التي أودت بحياة 22 مشجعا ليلة أول أمس، في وقت تلقى فيه رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور ”تهديدات بالقتل”، ومن جهة أخرى، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية أنباء تناقلتها وسائل إعلام محلية، تفيد باستقالة الوزير محمد إبراهيم في أعقاب الحادث الدموي، وفي وقت سابق أعلن مجلس الوزراء المصري أنه تقرر تأجيل الدوري العام لكرة القدم إلى أجل غير مسمى، بعد ”وقوع عدة حالات من الوفيات والإصابات بين الجمهور نتيجة التدافع والسقوط”. الأهالي يحمّلون وزارة الداخلية مسؤولية الأحداث عبر أهالي ضحايا المواجهات بين الأمن المصري ومشجعي نادي الزمالك، مساء الأحد، أمام ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، عن صدمتهم مما حدث، وحملوا وزارة الداخلية المسؤولية عن مقتل المشجعين، وقد سادت حالة من الغضب والذهول بين ذوي الضحايا، بعد أن رفض المسؤولون عن مشرحة زينهم دخولهم للتعرف على قتلاهم، كما تحدث شهود عيان عن إجبار السلطات لهم على التوقيع على إقرار بانتحار ذويهم قبل السماح لهم باستلام جثثهم. وأكد الأهالي أن معظم الضحايا قتلوا نتيجة إصابتهم بالرصاص الحي أو الخرطوش، وأن عددا قليلا منهم ماتوا نتيجة التدافع أو الاختناق، مضيفين أن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع، وأن هناك نحو خمسين مصابا حالاتهم حرجة أصيبوا بالرصاص الحي في البطن والرأس. العنف بالملاعب المصرية ليس وليد الأمس أعاد مقتل 22 من مشجعي الزمالك، قبيل مباراة الفريق مع إنبي، الأحد، إلى الذاكرة أحداث الشغب التي شهدتها الملاعب المصرية على مدار العقود الماضية، ففي ديسمبر 1971 ألغي اللقاء بين الزمالك والدوري، بعد احتساب الحكم ركلة جزاء لصالح الزمالك، مما أدى إلى ثورة بين جماهير الأهلي نتج عنها اجتياح الملعب. وفي فيفري 1984 توقفت مباراة مصر أمام الجزائر في القاهرة نحو 10 دقائق قرب النهاية، بعد اشتباكات بين لاعبي الفريقين، وفي فيفري 1993 قررت الفيفا إعادة اللقاء بسبب إلقاء الجماهير حجارة أصابت مدربا وحارس مرمى زيمبابويا، وفي نوفمبر 2009 خاض 3 لاعبين من المنتخب الجزائري اللقاء وعلى رؤوسهم ضمادات، بعد إصابتهم خلال رشق الجماهير المصرية لحافلة الفريق بالحجارة قبل المباراة التي أقيمت في القاهرة، أما في أفريل 2011 توقفت مباراة الزمالك المصري والإفريقي التونسي التي أقيمت في القاهرة في جولة الإياب لدور 32 في دوري أبطال إفريقيا، بعد اجتياح جماهير الفريق المصري لأرض الملعب. وفي الأول من فيفري 2012، سجل أكثر من 70 قتيلا في أحداث شغب بملعب بورسعيد بعيد المباراة، في أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية، ونزل المشجعون إلى أرض الملعب عقب نهاية المباراة وطاردوا لاعبي الأهلي وجهازه الفني ومشجعيه، فيما تعرضت جماهير الأهلي في المدرجات لهجمات أدت إلى مقتل العشرات منهم.