رضخت إدارة أشهر موقع تواصلي اجتماعي ”فايسبوك”، لطلب حظر الوصول إلى الصفحات الخاصة بالإساءة لشخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، باسم حرية التعبير. وقد جاء ذلك بعد قرار وجهته لها محكمة تركية. في الوقت الذي ساقت العديد من وسائل الإعلام طريقا باسم حرية التعبير، حتى بالإساءة للأنبياء والمرسلين، وبعد الرسومات الكاريكاتورية التي نشرتها المجلة الفرنسية الساخرة ”شارلي إيبدو”، بدا واضحا للعيان التخاذل الدولي الذي يكيل أصحاب النفوذ فيه بمكيالين، وكذا الإعلام العربي الذي لا يمكنه تحصين مقوماته، جاء قرار محكمة تركية يفيد بوجوب منع إدارة فايسبوك الوصول لجميع الصفحات التي تتضمن الإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام من قبل مستخدميها، وتهدد المحكمة بمنع الوصول إلى كامل موقع فايسبوك في حال رفضت إدارة الشبكة الاجتماعية غلق هذه الصفحات. لتكون ردة فعل مسؤولي ”فايسبوك” في أقل من 24 ساعة، على كامل الأراضي التركية، تنفيذ قرار المحكمة، خاصة أن هذه الأخيرة نابعة من دولة قراراتها الردعية واضحة وصارمة، إضافة إلى العدد الكبير لمستخدمي فايسبوك عبر العالم، حيث لا يقل عن 40 مليون مستخدم في تركيا لوحدها. أخذنا رأي بعض مستخدمي فايسبوك حول هذا القرار الذي اتخذته تركيا وردة فعل إدارة فايسبوك فقال لنا سفيان:”أصبح هذا الموقع سلاحا ذا حدين، فمن إيجابياته أنه يمنحك فرصة التعارف مع عدد هائل من الناس ويمكنك التخلص منهم ضمن القائمة بسهولة إذا وجدت مبادرات سيئة منهم، كما بإمكاننا تبادل الصور والفيديوهات والتعليق عليها، أي أنه نافذة حضارية للتعبير الحضاري على المشهد السياسي والنظام الاجتماعي وغيرهما، لكنه في نفس الوقت قد يكون شر بلية إذا نشرت صورتك مثلا واستغلها أحدهم لفتح صفحة باسمك ونشر الصورة وينشط فيها باسم مستعار هو نفسه اسمك!” يمكننا أن نتوقع درجة الاستياء التي تحصل لنا إذا واجهنا مثل هذا المشكل، فما بالك والإساءة لشخصية الرسول الكريم وهو الذي صنفه أحد المفكرين الغربيين في كتابه أنه أعظم رجل في التاريخ. ليتأسف كريم عن عدم وجود مسؤولين في مجتمعاتنا العربية يشبهون مسؤولي تركيا، التي أصبحت ذات هيمنة سياسية، وخير دليل هو القرار الذي أذعنت له إدارة ”فيسبوك”، فلو لم تجد أن قرار المحكمة التركية سيؤثر فعلا بشكل سلبي عليها لما رضخت له، وهنا ندرك أن النوعية أقوى بكثير من الكمية، فرغم العدد الكبير للدول العربية إلا أنها لم تكن سوى عنصرا تمت سياقته بكل سهولة في مسيرة حاشدة لن تؤثر ساكنا على مستقبلنا..