انتشرت مؤخرا وبشكل سريع في العالم العربي ما يمكن أن يطلق عليه ظاهرة الإساءة للرسول ”ص”، على الطريقة الدنماركية التي قادها رسام الكريكاتور الدنماركي الشهير ”كورت فيسترجارد”. فبعد موجة الاستياء الإسلامي التي أحدثها الإعلامي السعودي حمزة كاشغير، انتقل الجدل إلى تونس والكويت بعدما قام شباب بنشر صور تسيء للرسول. في عاصفة جديدة في العالم العربي والإسلامي لظاهرة الإساءة للرسول ”ص”، اضطر القضاء التونسي لإصدار حكم مشدد ضد شباب تونسيين قاموا بنشر صور تسيء للنبي محمد ”ص” على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وقال مسؤولون في وزارة العدل في تونس إن المحكمة التونسية قضت بسجن كل من الشابين غازي الباجي وجابر الماجري لمدة سبع سنوات لنشرهما رسوما مسيئة للنبي محمد (ص) على الفيسبوك، في قضية أثارت مخاوف العلمانيين من أن يستغلها القادة الإسلاميون في تونس لقمع حرية التعبير. وباتت هذه الظاهرة تطرق أبواب مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خطير، بعدما انتشرت الصفحات التي تسيء للذات الإلهية والرسول ”ص”، ففي جولة سريعة قامت بها ”الفجر” لعدد من الصفحات التي يديرها شباب من مختلف الدول العربية، من الذين يهدفون لإشاعة ظاهرة الإساءة للرسول عبر الصور والتصريحات، وجدنا ما لا يقل عن 100 صفحة تهدف للتشكيك في الذات الإلهية وتسيء للرسول، ضمن طابع متحرر لدرجة تخدش مشاعر المسلمين، مستغلين هامش الحرية الكبير الذي يؤمنه لهم مواقع التواصل الاجتماعي ”الفايس بوك” و”التوتر” الذي بات يعد فضاء خصب للتعبير عن الحرية الفكرية دون قيود. وتعيد ظاهرة الإساءة إلى الرسول ”ص” التي يقودها مؤخرا شباب عرب، الذاكرة إلى السخط الكبير الذي اندلع في أوساط المجتمع الإسلامي ضد رسومات الكريكاتور الدانمركي الشهير ”كورت فيسترجارد” الذي أدت صوره باندلاع موجة غضب الدول الإسلامية التي وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة الدنمارك اقتصاديا، بينما صنفت الدول الغربية ذلك السلوك ضمن أبجديات حرية التعبير، وهو ما سبق وأن عبرت عنه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريم رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترجارد صاحب الرسوم المسيئة. فبعد شهر فقط من قيام اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية بتكفير الإعلامي حمزة كاشغري وإهدار دمه لنشره تصريحات تسيء للرسول، أعلنت جمعيات مدنية كويتية إن قضية المدون حمد النقي، المتهم بكتابة ”تصريحات” عبر تويتر اعتبرت مسيئة للنبي محمد وصحابته، تحولت من بعدها القانوني إلى بعد سياسي، مشيرين إلى أن المحكمة الناظرة بالقضية حولتها من جنحة إلى جناية، مع إنزال عقوبات مشددة على المدون، كما توجه البرلمان الكويتي لإصدار قرار يشدد العقوبة ضد المتهمين ب”الإساءة” للدين الإسلامي وتسليط عقوبة ضدهم تصل إلى الإعدام، باعتباره مخالفة للشريعة الإسلامية وللقانون الكويتي.