حلت، أمس الأول، لجنة دولية تتكون من 6 أعضاء من المنظمة العالمية للصحة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بولاية سطيف، قصد الاطلاع على التجربة الجزائرية في مجال الوقاية وعلاج مرض السرطان، اللذين يدخلان في إطار البرنامج الوطني لمكافحة مرض السرطان، حيث وقفت عن مدى تطبيقه ونجاعته بولاية سطيف. زارت اللجنة مركز مكافحة السرطان بالقطب الطبي ”الباز”، أين طافت بمصلحة العلاج الكيميائي، مصلحة العلاج بالأشعة، إضافة إلى تنقلها للمركز الاستشفائي الجامعي أين اطلعت على مصلحة الأشعة، مصلحة التشريح المرضي، مصلحة الجراحة العامة، وكذا وحدة سجل السرطان.. هذا الأخير الذي يعتبر الأول وطنيا حيث تم إنشاؤه منذ سنة 1986، ويسمح اليوم لمصالح الصحة للولاية بضبط الإحصاءات المتعلقة بهذا المرض، وبالتالي اتخاذ الإجراءات التنظيمية والمادية اللازمة للتكفل بالحالات الجديدة المسجلة، حيث تم إحصاء ما يناهز 1400 حالة سرطان جديدة بولاية سطيف سنة 2014. كما كان لأعضاء اللجنة لقاء مع جمعيات فاعلة تنشط في مجال مساعدة مرضى السرطان، خاصة من الجانب التحسيسي والتوعوي، إذ دار الحوار بينها وبين الجمعيات حول التكفل بالمريض وخصوصية المساعدة التي يتلقاها من طرف الجمعيات. كما زارت اللجنة ”دار الصبر” المحاذاة لمركز مكافحة السرطان المخصصة للمرضى الذين يأتون للعلاج من خارج ولاية سطيف، وطافت بكامل أرجائها، مُبدية إعجابها بالمبادرة الخيرة التي قام بها متبرعون من سكان الولاية لبناء هذه الدار، والتي تقي المرضى عناء التنقل من ولاية إلى ولاية وتضمن لهم المبيت والإطعام والتكفل النفسي. وحدة الباتولوجيا الخلوية بالعيادة متعددة الخدمات ”حامدي الشريف سعد” التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية سطيف، التي تعمل على الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم، كان لها نصيب من زيارة اللجنة التي اطلعت على جميع أقسامها، أين قدم الطاقم الطبي هناك شروحات مفصلة للجنة حول عمل الوحدة التحسيسي أكثر منه على العلاجي. كما اغتنمت الفرصة للاطلاع على سير عمل وحدة الكشف المبكر عن سرطان الثدي والجهاز الخاص بذلك ”الماموغرافيا” بذات المؤسسة. وبذلك تكون البعثة الدولية قد وقفت على جانبي التكفل بالمريض العلاجي والوقائي، واطلعت على ما تم إنجازه بمركز مكافحة السرطان، حيث تم تسجيل 7363 حصة علاجية منذ شهر جويلية إلى غاية ديسمبر 2014، إذ يحتل علاج سرطان الثدي الصدارة ب 4186 حصة، ما يمثل نسبة 58 بالمائة من الحصص العلاجية، مع العلم أنه يتم تسجيل بين 400 و500 حالة جديدة لسرطان الثدي سنويا بالولاية، فيما تكفل المركز بحوالي 6000 علاج كيميائي طيلة سنة 2014. وفي ختام الزيارة التقييمية قدم أعضاء اللجنة نصائح وتوجيهات لتكفل أحسن بالمرضى، كما أكدت على أن ولاية سطيف قطعت أشواط كبيرة في الوقاية وعلاج هذا المرض. جدير بالذكر أن العلاج بالأشعة بمركز مكافحة السرطان بسطيف متواصل ويسير بوتيرة جيدة بمسرعين خطيين، على أن يتم تشغيل المسرع الثالث شهر أفريل المقبل بعد الانتهاء من عملية تكوين مشغلي أجهزة الأشعة، ما سيسمح برفع التكفل اليومي إلى أكثر من 180 مريض.