شنت مقاتلات الجيش العراقي، يوم أمس، غارات على مواقع تنظيم الدولة في محافظة صلاح الدين، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الرامية لاستعادة السيطرة على المنطقة، حيث عاود الطيران الحربي طلعاته الجوية، في اليوم الثالث من أكبر هجوم تشنه القوات الحكومية على معاقل المتشددين في صلاح الدين. بدأ نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية ومسلحين من عشائر سنية الهجوم، منذ يوم الاثنين، والذي أدى إلى تقدم القوات الحكومية على بعض المحاور. وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية اشتبكت، ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، مع مسلحي داعش في مناطق على أطراف قضاء الدور وناحية العلم، في حين شن المتشددون هجوما بالدجيل. وقام المتشددون بمهاجمة موقع مشترك للحشد الشعبي والجيش قرب قضاء الدجيل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 7 الميليشيات الشيعية و10 من داعش. ووجه الجيش العراقي، يوم أمس الأربعاء، ضربات ”في عمق المناطق التي يسيطر عليها داعش”، حسب المصادر، التي أشارت إلى أن الطيران استهدف مواقع المتشددين في قضاء تكريت مركز المحافظة. وأكدت مصادر أمنية عراقية أن سبعة من أفراد القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات قرب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين، وذلك خلال أكبر هجوم تشنه القوات الحكومية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة، وسط مقاومة عنيفة تعيق تقدمها. وأفادت المصادر بأن قتلى الجيش العراقي سقطوا في اشتباكات مع التنظيم في بلدة حمرين جنوب شرق تكريت، مؤكدة أن الاشتباكات انتهت بسيطرة القوات الحكومية على البلدة إثر انسحاب تنظيم الدولة منها. وفي مدينة تكريت، ذكرت مصادر محلية أن القوات الحكومية تواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي تنظيم الدولة الذين ما زالوا يتحصنون داخل المدينة، وأكدت المصادر أن جميع أحياء المدينة تتعرض حاليا لقصف شديد بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وغارات تشنها طائرات عراقية. ومن جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن مسؤولا عسكريا أمريكيا تحدث عن هجوم مرتقب في العراق لاستعادة مدينة الموصل، قدم معلومات غير صحيحة، وما كان ينبغي له مطلقا أن يناقش بأي حال خطط الحرب علنا، حيث انتقد وزير الدفاع الأمريكي للإفادة الصحفية التي قدمها مسؤول من القيادة المركزية للجيش الأمريكي في فيفري، رافقها تأكيد من رئيس هيئة الأركان المشتركة بأن الأمر موضع تحقيق داخلي. وقال كارتر بجلسة استماع بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء: ”من الواضح أن تلك ليست معلومات صحيحة ولم تكن صحيحة وهي ليست المعلومات التي ينبغي البوح بها للصحفيين، وعليه فإنه تصرف خاطئ على الصعيدين كليهما”. ومن جانبه، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أن القيادة المركزية ”ستتخذ الإجراء المناسب” حال اكتمال التحقيق. وأرسل العضوان الجمهورين البارزان بمجلس الشيوخ جون مكين ولينزي غراهام رسالة إلى البيت الأبيض في 20 فيفري للاحتجاج على تلك الإفادة الصحفية التي تكهنت بأن هجوما لاستعادة الموصل سيبدأ على الأرجح في أبريل أو مايو وسيشارك فيه 20 ألفا إلى 25 ألفا من القوات العراقية والكردية.