أكد السيناتور عن ولاية إيليزي، عباس بوعمامة، أن قضية استغلال الغاز الصخري من اختصاص الحكومة والسياسيين، وأن تدخل الجيش أمر عادي وليس له علاقة بالجانب السياسي، وأوضح أن زيارة قائد الناحية العسكرية لعين صالح تدخل في صلاحياته، وأن لقاءه مع المحتجين يهدف إلى استتباب الأمن في المنطقة لتفادي وقوع انزلاقات. قال عباس بوعمامة، عضو ”الأرندي” بمجلس الأمة، في رده على سؤال ”الفجر” هل أن تدخل الجيش في عين صالح يعني أن الحكومة ورجال السياسة فشلوا في إيجاد حل لقضية الغاز الصخري؟ إن اجتماع قائد الناحية السادسة بممثلي المحتجين في عين صالح، تركز على الجانب الأمني قصد وضع حد لأحداث الشغب التي قام بها مجموعة من الشباب الرافضين لعمليات استكشاف الغاز الصخري، وذلك تفاديا لتأزم الوضع في ظل اشتعال الحدود الجنوبية، مضيفا أن اللقاء كان فرصة لممثلي المحتجين الذين وجهوا رسالة إلى نائب وزير الدفاع ڤايد صالح، عبروا من خلالها عن انشغالاتهم، ودعوا إلى ضرورة فتح نقاش وطني معمق من أجل الوصول إلى طمأنة المواطنين، وأوضحوا أنه يتوجب على الخبراء والمختصين تقديم شروحات وحجج مقنعة لأهل المنطقة والرأي العام عموما حول الوسائل التي ستستعمل لاستخراج هذه الطاقة ومدى خطورتها على صحتهم والبيئة على حد سواء، بهدف طمأنتهم. وفي ذات السياق أكد النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي عن ولاية تمنراست، محمد بابا علي، في تصريح ل ”الفجر”، أنه لا يوجد أي تدخل للجيش في قضية استغلال الغاز الصخري، وأن الملف من اختصاص السياسيين، وقال إن الحكمة العسكرية تدخلت وليس القوة، وأضاف أن المؤسسة العسكرية تقوم بدورها في حماية البلاد، مشددا على ضرورة توقيف المشروع وفتح حوار ونقاش وطني، متسائلا: هل استغلال الغاز الصخري أهم من استقرار الجزائر؟ وحمّل المتحدث نواب الجنوب مسؤولية ما يحدث في المنطقة، مبرزا أنه ”لو اجتمع هؤلاء حول فكرة موحدة، ونقلوا الانشغالات الحقيقية للمواطنين إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، لما وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه، وتابع بأن تأزم الوضع في الجنوب سببه أن بعض الأطراف نقلت معلومات مغلوطة للحكومة من خلال تقزيمها وتمييعها للقضية، مؤكدة أن بعض الشباب المنحرفين وراء ما يحدث في الجنوب وأن الأزمة عابرة. واتهم النائب أحزاب الموالاة والمعارضة بمحاولة تسييس القضية لأغراض شخصية، وانتقد تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، مستغربا كيف يمكن لأحزاب سياسية أن تتبنى قضية استغلال الغاز الصخري في وقت خسرت فيه أحزاب السلطة مناضليها، والمعارضة ليس لها مناضلون في الجنوب. وقد حث قائد الناحية العسكرية السادسة للجيش الوطني الشعبي اللواء عثامنية، المحتجين بعين صالح ضد استغلال الغاز الصخري، على ضرورة التحلي بالهدوء وتغليب روح الحوار وضبط النفس، مبرزا خلال لقاء جمعه بممثلي المحتجين بمدينة عين صالح، أهمية تجاوب المحتجين مع نداءات التهدئة لضمان الاستقرار بهذه المنطقة، وطمأن الحضور بشأن التكفل بالمصابين في المناوشات الأخيرة، مشيرا إلى فتح تحقيق بشأن ما إذا كانت قد حصلت هناك ”تجاوزات فردية” من قبل ”مختلف أجهزة الأمن”.