خصصت ولاية سكيكدة مائتي سكن لترحيل سكان البناءات القديمة بشارع ديدوش مراد المعروف عند العامة ب”ليزاركاد”، تكون بمثابة إقامة مؤقتة لهم في انتظار إتمام الأشغال التي ستنطلق فيها المؤسسة الإسبانية ”أكيدوس” المتخصصة في إعادة تهيئة المباني القديمة في دول البحر المتوسط، بعد نجاحها في أول تجربة خاضتها في مدينة برشلونة الإسبانية، والتي لقيت نجاحا كبيرا علي الصعيد الأوروبي شجع السلطات الجزائرية على اختيار المؤسسة الإسبانية من بين عدة مؤسسات وطنية وعالمية تشتغل في ميدان العمران والتهيئة العامة للحواضر الجماعية. ستصبح هذه السكنات علي مدار عدة أشهر بمثابة إقامة مؤقتة لكل فوج من العائلات، التي يتم ترحيلها علي مراحل للتفرغ لدراسة البنايات التي تقيم فيها بشارع الأقواس وإجراء الإشغال المتعلقة بالتهيئة، وإعادة التأهيل والتدعيم المادي والتقني للمساكن وتصحيحها من أي أخطار مستقبلية. وقد ارتأت الموئسة الإسبانية الانطلاق في منهجية محددة تعتمد على دراسة مجموعة صغيرة من المباني الواقعة علي طول الشارع وتشخيصها بدقة، ثم وضع الحلول التقنية والمادية المناسبة لها قبل البدء في أشغال البناء، والانتقال إلى مجموعة أخري من البنايات إلي أن تنتهي من جميع المباني والمحلات التجارية الكائنة يهدا الشارع. وكانت السلطات قد خصصت مبلغا ماليا يناهز ألف وخمسمائة مليار دج لإعادة تهيئة المدينة القديمة و”النابوليتان” في أعقاب تصاعد مطالب الجمعيات والمجتمع المدني وتفاقم حالة البنايات السكنية، خاصة المنتشرة في المدينة القديمة و”النابوليتان” جراء قدمها وتآكلها والاستنزاف الذي لحق بها وبسبب تزايد عدد أفراد العائلات المقيمة في السكن الواحد، إذ تشير إحصائيات المجلس البلدي لسكيكدة، إلي أن العدد الفعلي المقيم في المسكن ذي ثلاثة غرف أصبح لا يقل عن ثمانية عشر فردا. وتحصي السلطات مند مدة ما يزيد عن ألفين وعشرين بناية قديمة، نصفها مهدد بالانهيار ويحتاج بصورة عاجلة لعمليات تهيئة وتدعيم، ويحمل في واجهته علامة حمراء من مركز ومراقبة البناء ومن مصالح الحماية المدنية بعد المعاينات التقنية الدورية مند بداية ألفين وأربعة. وتعارض الجمعيات العاملة في حقل العمران والتراث التاريخي والحضاري، أي محاولة للنيل من البنايات القائمة في حومة الطليان والنابوليتان وفي كل المدينة القديمة، لأنها تشكل في نظرها تراثا تاريخيا يبقي ذاكرة المجتمع حية وشاهدة، كما يرمز لشواهد تاريخية أبدية تعطي صورة صادقة عن حقبة لا يجب أن تزال من تاريخ البلد.