أكد وزير السكن والبناء والمدينة السيد عبد المجيد تبون في رسالة قرأها الأمين العام للوزارة على المشاركين في الملتقي الدولي الذي احتضنه قصر الثقافة بسكيكدة، الأربعاء الأخير وخصص لدراسة الطرق الكفيلة بإعادة تهيئة الشارع الرئيسي للمدينة ديدوش مراد والمدينة القديمة في حي النابوليتان بقلب سكيكدة والأحياء القديمة في زقاق عرب والسويقة والمقدرة بألفين وسبعة وأربعين بناية، بأن اعادة المدن القديمة في الجزائر التي بنيت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إلى حالتها العادية الاصلية لا يقل اهمية عن بناء مدن جديدة لأنها تعاني من تأكل خطير وبقيت عرضة لعوامل طبيعية غير ملائمة كما تعرضت لغياب الصيانة والشغل المفرط للمساكن والتغييرات العشوائية والفوضوية التي ادخلها السكان علي المباني. وأشار الوزير إلى أن هناك 204 بنايات تقع على طول شارع ديدوش مراد تستدعي إعادة تهيئتها في ظل وعي جماعي واهتمام كبير بالتراث المعماري القديم والذي يدخل كذلك ضمن انشغالات السلطات العمومية مؤكدا على الاعتماد على الخبرة الدولية وعلى التكنولوجيات الحديثة لإعادة تأهيل البنايات المهددة بالانهيار. من جانبه أكد والي سكيكدة السيد بن حسين فوزي أن إعادة تأهيل المباني القديمة تشكل أولوية محورية في برنامج الولاية وقد لقيت دعما قويا من الوزير الأول عبد المالك سلال للولاية في جانفي الفارط، مؤكدا على أن البناء القديم يعد روح مدينة سكيكدة التي لم تفقد طابعها المعماري القديم، مشبرا إلى اهمية الاستعانة بالخبرات التقنية التي انجزت في التسعينات وفي 2007 و2011، وذلك للوصول إلي تشخيص دقيق لحالة البنايات القديمة في الشارع الرئيسي لسكيكدة وللمدينة القديمة ككل وألح الوالي على ضرورة الاستعانة بالخبرة الأجنبية الإسبانية والفرنسية والإيطالية والاستفادة من تجاربهم الماضية مبرزا أهمية ما سيتمخض عنه الملتقى الدولي حول العمران القديم. أما مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري فقد كشف من جانبه عن وجود 2047 بناية في المدينة القديمة مهددة بالانهيار وتتطلب إعادة تهيئة مستعجلة وطارئة، مشيرا إلى الاجتماعات الدورية التي عقدها الوزير مع السلطات الولائية في وقت سابق حول الاجراءات الواجب اتخاذها بسرعة للشروع في أشغال التجديد والتهيئة للمباني القديمة. ممثل الشركة الإسبانية ”أكيدوس” التي أسندت إليها دراسة تقنية بمبلغ 1.5 مليار دينار لإجراء دراسة تقنية على النموذج الذي قامت به في مدينة برشلونة الإسبانية كشف عن وجود برنامج يعتمد على إدخال تقنيات رقمية متطورة للغاية في إعداد الدراسة التقنية على الشارع الرئيسي ديدوش مراد وإعداد تشخيص أولي دقيق لحالة المباني ولدرجة الاهتراء والكشف كذلك عن الطريقة التي بنيت بها هذه البنايات ومدي تقدم تدهور الأساسات والجدران ليمكن بعد ذلك الشروع في مخطط يستهدف أولا حماية السكان والانتقال إلى حماية المباني. وشدد ممثل الشركة الإسبانية على أن التشخيص الباثولوجي للمباني ضروري لتقليص مدة الأشغال وكذلك تقليص كلفة الانجاز والحصول على نتائج مرضية على غرار ما جرى في دول أوروبية عديدة لها مباني قديمة.