بدأت، أمس، المؤسسة الإسبانية اكيدوس الدراسات التقنية لتهيئة شارع ديدوش مراد، حيث اتخذت من الجناح الرئيسي لمركز مراقبة البناء مقرا لها وشرعت في تحضير الشروط الضرورية لعملها الذي يمتد علي مدى شهرين كاملين. وكانت المؤسسة الإسبانية التي نجحت إلى حد بعيد في إعادة تهيئة مدينة برشلونة القديمة وتحصلت علي شهرة عالمية قد حازت على صفقة من الحكومة الجزائرية بقيمة مالية تقدر بألف وخمسمائة مليار سنتيم مخصصة للدراسات التقنية وإعادة تهيئة المدينة القديمة لسكيكدة التي يعود بناؤها إلى منتصف القرن ال19 والنابوليتان وشارع ديدوش مراد المعروف بشارع الأقواس الذي يمتد من ساحة أول نوفمبر إلى ساحة الشهداء وقدمت تصورا أوليا لمسؤولي الولاية ولممثلين عن وزارة السكن والبناء والمركز الوطني لمراقبة البناء تركز حول ما تعتزم القيام به من عمليات مرحلية ومتابعة تخص التشخيص الأولي لحالة البناءات واحدة تلو الأخرى ثم تقرير الصيغة التقنية الواجب اتباعها بالنظر لدرجة الإهتراء والتقادم لكل بناية ثم وضع توصيات تتبع أثناء الشروع في أشغال التدعيم والتهيئة للبنايات القابلة للحياة. وتعد هذه العملية الأولي من نوعها على المستوى الوطني التي تسند للمؤسسة الإسبانية وستليها عمليات آخرى في مدن جزائرية آخرى التي تحتوي على بنايات قديمة تعود إلى السنوات الأولى لدخول الإستعمار الفرنسي إلى أرض الجزائر، وقد تم تحديد الدفعة الأولى منها وهي العاصمة وعنابة وتلمسان وقسنطينة وسكيكدة. وتستبعد الهيئات المشرفة على مراقبة الدراسة التقنية الإسبانية ومرافقتها إلى غاية إتمامها وإكمال الأشغال وتعميم التجربة التي خاضتها اكيدوس في برشلونة على كل المدن الجزائرية لأن حالة المدينة القديمة لسكيكدة مشابهة نوعا ما لتلك التي كانت عليها المدينة الإسبانية في القرن السابع عشر، وهناك مدن جزائرية قد تكون وضعيتها مغايرة تماما ويستوجب الأمر وضع فرضيات آخرى سواء من حيث مجمل المحتوى العام للدراسة التقنية أو بالنسبة لعمليات التهيئة. ومن المنتظر أن تبدأ المؤسسة في تقسيم البنايات والمحلات الأرضية الواقعة على طول شارع ديدوش مراد إلى أجزاء طبقا لمنهجية عمل إتبعتها في ما مضى في مدن أجنبية أخرى وإعداد الدراسة التقنية الخاصة بكل جزء ثم توصي بعد ذلك بترحيل سكان الجزء الأول إلى سكنات مؤقتة وبعد أن تنتهي من تهيئة الجزء المقرر تعيد السكان إلى منازلهم وتنتقل إلى الجزء الموالي ثم الذي يليه إلى غاية الإنتهاء الكلي من تهيئة البنايات المتواجدة بالشارع من ساحة أول نوفمبر إلى ساحة الشهداء. وأشار رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد فاضل وحيد ل”الفجر” أن السكان الذين تخضع مساكنهم للدراسة التقنية من طرف المؤسسة الإسبانية اكيدوس سيتم التكفل بهم وإيوائهم في مساكن تخصص لهذه العملية وسيعودون إلى منازلهم في ديدوش مراد حال الإنتهاء من أشغال التهيئة، أما بالنسبة للمحلات التجارية فإن أصحابها لهم خيار كراء أي محل يروق لهم وتتكفل الدولة بدفع مبالغ الكراء إلى أن تنتهي أعمال التهيئة ويرجعون إلى محلاتهم. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أعطى أوامر صارمة لوزارة السكن وللسلطات الولائية أثناء زيارة العمل التي قام بها في جانفي من السنة الماضية بضرورة وضع حد نهائي لوضعية البناءات القديمة في ديدوش مراد والسويقة وزقاق عرب والنابوليتان لأن المدة طالت ولم يتم إنجاز أي شيء على الأرض كما قال، وطلب من المسؤولين المركزيين والمحليين اتخاذ كل التدابير والإجراءات العملية لتهيئة المباني القابلة لذلك والتقرير في شأن المباني المهددة بالإنهيار. وتوجد في مدينة سكيكدة لوحدها 2020 بناية قديمة منها نسبة ستين في المائة مهددة بالإنهيار ويعود إنجازها إلى السنوات الأولى لدخول الاستعمار الفرنسي إلى المدينة في منتصف الف وثمانمائة وقد قامت المصالح التقنية بمعية الحماية المدنية في بداية سنة 1984 بتشخيص دقيق للوضعية العامة لهذه البنايات حيث وضعت العديد منها في الخانة الحمراء أي غير القابلة للسكن وأوصت بالترحيل الفوري لقاطنيها، غير أن أزمة السكن القائمة في المدينة حالت دون تجسيد توصيات الخبراء التابعين لمركز مراقبة البناء ”سي تي سي” ما أدى إلى تسجيل سلسلة من الإنهيارات الجزئية في عدة سكنات ووقوع ضحايا من ساكنيها.