ثمّن حزب جبهة التحرير الوطني ما ورد في رسالة الرئيس، ووصفها بالصارمة والقوية، ”لأنها ردت على المعارضة بقوة”، في حين انتقدت التنسيقية مضمون الرسالة واعتبرت ما صدر في حقها سابقة في تاريخ الممارسة السياسية في الجزائر، ”لأنه لم يسبق لأي رئيس جمهورية أن عاملها بهذا الشكل”. قال سعيد بوحجة، في اتصال مع ”الفجر”، إن رسالة الرئيس جاءت لتطمئن سكان عين صالح وتؤكد حرص الدولة على انشغالاتهم، في ظل التهديدات التي تقوم بزرعها المعارضة، مضيفا أن المعارضة كانت تستغل ورقة الغاز الصخري للظهور وذريعة لزعزعة استقرار البلاد. وأبرز أن رسالة الرئيس كشفت أن الجزائر حاليا في مرحلة الاستكشاف، ووضعت حدا للمغالطات التي تقوم بزرعها المعارضة. واعتبر بوحجة أن وصف الرئيس للمعارضة بانتهاجها سياسة الأرض المحروقة، هو عين الصواب، واستدل بما قامت به في ولاية عين صالح، مشيرا إلى أنها تريد زعزعة الاستقرار فقط. أما تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، وعلى لسان ممثل عنها، عمار خبابة، فإن رسالة الرئيس بوتفليقة - حسبها - هي سابقة في تاريخ الممارسة السياسية في الجزائر، لأنها أطلقت وصفا غير لائق على المعارضة، التي قال إن الدستور وقوانين الجمهورية تضمن لها ممارسة حقها كمعارضة سياسية. وتابع خبابة، في تصريح ل”الفجر”، بأن وصف الرئيس للمعارضة لم تعهده هذه الأخيرة خلال جميع العهدات الرئاسية المنصرمة، واعتبر أن الوصف واعتماد عبارة الأرض المحروقة وغيرها من العبارات، ينذر بأن الجزائر تتجه نحو الغلق السياسي، وأن مقولة ”لن أريك إلا ما أرى” ستطغى على الساحة السياسية مستقبلا. أما فيما يخص الغاز الصخري، فأوضح عمار خبابة، أن الرسالة جاءت متأخرة جدا، لأنها لم تتزامن والأحداث التي تعيشها الجزائر، وخاصة عين صالح، وهو ما يشير، حسب ذات النائب، إلى وجود قطيعة بين الحكومة والشعب، مضيفا أن التأكيد على المضي في المشروع الخاص بالغاز الصخري، في رسالة الرئيس، نقطة أخرى تؤكد أن السلطة لا تعطي أية أهمية للإرادة الشعبية، وهي تقدم على خيارات مناقضة، بدليل أن الرسالة في واد وإرادة الشعب الرافضة للمشروع والداعية لتوقيف الاستكشاف في واد آخر.