لم تعد أحزاب المعارضة المنضوية في هيئة التشاور والمتابعة خائفة من "امتحان الشارع" بعدما نجحت في تنظيم وقفة احتجاجية بالعاصمة، وصفها قادة المعارضة ب "الناجحة" طالما نجحت في كسر حاجز الخوف، رغم تسخير السلطة لطوق أمني غير مسبوق لمنع المسيرة، ما أدى إلى بعض المناوشات مع الشرطة واعتقالات في صفوف المحتجين، فيما شهدت أغلب الولايات مظاهرات مشابهة ضد مشروع الغاز الصخري تزامنا مع ذكرى تأميم المحروقات. أغلقت قوات مكافحة الشغب وعناصر الأمن بالزي المدني التي كانت تعد بالمئات، كافة الساحات العامة وسط العاصمة لمنع أنصار تكتل المعارضة من تنظيم مسيرة احتجاجية ضد استغلال الغاز الصخري، وفرضت منذ الصبيحة الماضية سياجا حديديا حول ساحة البريد المركزي وساحة أودان وساحة أول ماي لمنع استغلالها من قبل المعارضة، وعمدت ولاية الجزائر لتنظيم تظاهرة للدراجات لغلق مساحة البريد المركزي وكل الممرات المؤدية إليها. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحا لما بدأت حملة التوقيفات في صفوف أولى المحتجين الذين لحقوا بساحة البريد المركزي، حيث اعتقلت قوات الأمن حوالي 20 شخصا من أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة وحركة "بركات" وعائلات المفقودين. ووصل قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب التغيير إلى عين المكان في حوالي الساعة الحادية عشر بعدما عقدوا اجتماعا في الصبيحة بمقر حركة النهضة، وحاولت قوات الأمن عزل القادة السياسيين عن باقي المحتجين بفرض طوق أمني عليهم ونعهم من السير، وتعرض بعض الأعضاء لضرب من طرف أعوان الشرطة على غرار رئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس والأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي ورئيس حركة الإصلاح جهيد يونسي والقيادي في العدالة والتنمية عمر خبابة، فيما تم اعتقال رئيس حزب فجر جديد وعضو قطب التغيير الطاهر بن بعيبش ليطلق سراحه لاحقا. وقال رئيس حزب جيل جيد في تصريح صحفي خلال الوقفة الاحتجاجية "هذا احتجاج سلمي تضامنا مع إخواننا في عين صالح ضد قرار الحكومة التنقيب عن الغاز وقد نجحنا في الوقفة ضد" الغاز الصخري"، واستغرب المتحدّث الحشود الأمنية الكبيرة كما استغرب قرار منع التنسيقية من تنظيم وقفتها الاحتجاجية. وقال رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس أن الوقفة التي دعت إليها أحزاب المعارضة ضد استغلال الغاز الصخري في الجنوب كانت "ناجحة" وأضاف "رغم محاولة الأمن التضييق على المبادرة..نجحنا في استقطاب الجماهير والتعبير عن رسالتنا لأبناء الجنوب". واعتقلت قوات الأمن حوالي 50 شخصا في صفوف المحتجين، فيما شهدت اغلب ولايات الوطن احتجاجات مماثلة دعا إليها ممثلين عن تكتل المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والرابطات الحقوقية، وشهدت عواصمفرنسا وسويسرا وبريطانيا وقفات تضامنية.