يتميز إضراب طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، الذي بدأ في 15 مارس الفارط، ويتواصل رغم لقاء الوزيرة نادية لعبيدي بطلبة المعهد مؤخرا، بتنظيم لقاءات مع فنانين مبدعين، مع العلم أنهم لا يستحسنون غياب مثل هذه المواعيد عن برنامجهم الدراسي. وعلى خلاف ما تشهده عادة الحركات الاحتجاجية من وقف لأي نشاط، يقوم حوالي خمسين طالبا من بين ال300 الذين تعدهم المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، باستضافة رسامين ومخرجي رسوم متحركة، في إطار ورشات يعتبرونها أساسية لاستكمال تكوينهم، كما تعد مسألة الورشات أحد المطالب الرئيسية البيداغوجية والاجتماعية لحركتهم الاحتجاجية التي تتواصل منذ أسبوعين. وأوضح شنتير عبد المومن، طالب مقيم بالمدرسة، بقوله ”قررنا تنظيم هذه الورشات لتشجيع الطلبة على البقاء في المدرسة خلال العطلة، وهي أيضا مناسبة للالتقاء بفنانين”. وتأسف هذا الأخير لنقص التبادل بين الطلبة والمهنيين، لا سيما كما قال ”في المجالات الفنية التي لا تدرس في المدرسة”. وهو يحمل اللوحات الأصلية لقصته المرسومة ”فاطمة نبارابلي”، والتي تمت مكافأتها خلال المهرجان الدولي للشريط المرسوم الأخير، وصف الفنان محمود بن عمر، الذي يعتبر طالبا سابقا في المدرسة، الورشة التي قام بتنشيطها ب”تضامن متواضع” مع زملائه السابقين، ونظم المضربون نشاطات فنية عديدة خلال حركتهم الاحتجاجية هذه، إلى جانب اللقاءات، إضافة إلى تشكيل ”خلايا” لضمان الوجبات الغذائية وتسيير الميزانية وتنظيف المكان. ويطالب المتمدرسون بمراجعة التكوين كشرط لوقف الإضراب، وكانت قد أدت هذه الحركة الاحتجاجية التي سميت ”انفجار - ارت”، إلى استقالة مدير المدرسة وإلى لقاء بين وزيرة الثقافة نادية لعبيدي وممثلين عن الطلبة. ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها، تعيين السيد قدور عثمان كمدير بالنيابة، وكذا اقتراح تبني نظام ”أل أم دي” بالنسبة للمدرسة العليا للفنون الجميلة، حسبما أكدته المكلفة بالاتصال في الحركة ”مروى فكير”. وللإشارة، يطالب المضربون بالعديد من المطالب، على غرار ”تحيين النظام الداخلي للمؤسسة وفتح فضاءات عمل وورشات جديدة ومرفق ملحق بالمدرسة”، وهذا حسب أرضية المطالب التي تم اعتمادها عقب اللقاء مع وزيرة الثقافة.