تعكف المحافظة السامية للأمازيغية حاليا على إعداد قاموس كبير للغة الأمازيغية، حسب ما علم يوم الإثنين بتلمسان، لدى بن خمو مصطفى، أحد المساهمين في هذا المشروع. ويجري منذ سنتين عمل بحثي كبير في مجال الإرث اللامادي الأمازيغي من طرف أساتذة جامعيين وباحثين، بالإضافة إلى صحافيين متخصصين في المجال، وهذا في إطار سلسلة من الخرجات العلمية وذات الصلة باللسانيات. وتسمح مرحلة تلمسان للأفواج الخمسة المتشكلة من طلبة أقسام علم اللهجات لجامعات باتنة وتيزي وزو وبجاية والبويرة، بالاتصال المباشر مع سكان مناطق “بني وارسوس” و”بني سنوس” و”مسيردة” و”مرسى بن مهيدي” و”بني بوسعيد”، من أجل جمع أكبر عدد ممكن من الألفاظ التي لا تزال متداولة أو هي محفوظة في الذاكرة، للقيام بعمل تحليلي وحوصلة لإدماجها في هذا القاموس الكبير الذي يمثل الأمازيغية بكل تنوعها حسب ذات المصدر. وأوضح بن خمو مصطفى أن العمل سيتواصل مع أشخاص بعين المكان، والذين سيدمجون في شبكة مع باحثين لفائدة المحافظة المذكورة، من أجل جمع أقصى المعلومات حول هذا الإرث اللامادي الذي يعد جزءا من الهوية الوطنية. كما أشار المساهم أنه يتم حاليا تجسيد نفس العمل من طرف جمعيات بمنطقة بني حواء بولاية الشلف، حيث تمكن شخص واحد من جمع قرابة 800 كلمة أمازيغية للمنطقة، وأيضا بمنطقة بشار وإيغلي وتاغيت، حيث استطاعت جمعيات ثقافية جمع المئات من الكلمات المتداولة باللغة المحلية، والتي يطلق عليها اسم “تبلديت”. وللإشارة، أعطت السلطات المحلية لولاية تلمسان، يوم الإثنين الفارط، إشارة الانطلاق لهذه الخرجات الميدانية التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية، وستكون البداية بمنطقة بني وارسوس الجبلية والواقعة شمالي عاصمة الولاية، والتي تحتفظ إلى يومنا هذا ببعدها الثقافي الأمازيغي الأصيل، كما نذكر أن منطقة “بني سنوس” لا تزال هي الأخرى تحتفظ بأصالتها، على غرار الاحتفال بيناير أول أيام السنة الأمازيغية، وهذا من خلال مهرجان تقليدي يقام سنويا، بالطريقة التي كان يحتفل بها قديما.