أعربت المملكة العربية السعودية عن استغرابها من اهتمام روسيا ”المفاجئ” بتطورات الأوضاع في اليمن، رغم تأييدها لهذا الاهتمام بالوضع الإنساني هناك، في وقت قتل 24 شخصا على الأقل، من بينهم 21 مسلحا من الحوثيين في محافظة أبين يوم أمس الأحد. كشف السفير السعودي لدى الأممالمتحدة، عبد الله المعلمي، أن دول الخليج العربي رغم استغرابها لهذا الاهتمام ”المفاجئ” من جانب موسكو إلا أنها تؤيد اهتمامها بالوضع الإنساني في اليمن، داعيا روسيا للاستجابة للمقترح الخليجي الذي قّدم لمجلس الأمن الدولي ضمن مشروع إطار شامل يغطي الجانب الإنساني في اليمن وباقي الجوانب الأخرى. وينص مشروع القرار الذي اقترحته الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في وقت سابق على فرض حظر تقديم أسلحة لجماعة الحوثيين. وفي وقت لاحق يوم السبت، تقدمت روسيا هي الأخرى بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو إلى ”هدنة إنسانية” لعمليات القصف الجوي التي يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين في إطار عملية ”عاصفة الحزم” وذلك من أجل إفساح المجال لإجلاء الأجانب من اليمن وإيصالِ المساعدات للمحتاجين، غير أن أعضاء مجلس الأمن الدولي أكدوا في جلسة أول أمس، التي بحثت المقترح الروسي، على أهمية تطبيق القرارات الدولية الخاصة باليمن وخصوصا القرار رقم 2201. كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد دعت من جانبها يوم السبت إلى هدنة فورية لمدة 24 ساعة على الأقل لوقف القتال في اليمن وفتح كل الطرق البرية والبحرية والجوية لنقل المساعدات الطبية إلى البلاد. وميدانيا، كشفت مصادر محلية عن سقوط قتلى خلال هجوم للجان الشعبية المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مواقع يسيطر عليها الحوثيون في مدينة لودر جنوب محافظة أبين وفي غضون ذلك اندلعت اشتباكات عنيفة بين المسلحين الحوثيين من جهة واللجان الشعبية والأهالي في حيي المعلا والقلوعة وسط مدينة عدن. يأتي هذا التطور في وقت سيطر الحوثيون وحلفائهم، الأحد، على مقر الإدارة المحلية في عدن رغم الضربات التي يشنها تحالف عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية. وكشف شهود أن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية خلال تقدمهم، وأضرموا النيران في عدد من المباني وألحقوا أضرارا بأخرى وأضافوا أن بعض السكان وجهوا نداء استغاثة، مطالبين بوقف القصف الذي دفع بعشرات العائلات للفرار من منازلها. وفي العاصمة اليمنية صنعاء، قامت طائرات حربية من تحالف عاصفة الحزم بقصف ليلة الأحد وحدات من الجيش موالية للحوثيين، كما استهدفت الضربات الجوية مناطق على طول حدود اليمن مع السعودية. ومن جهته، حذر حزب التجمع اليمني للإصلاح، جماعة الحوثي وزعيمها والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من مغبة المساس بقياداته الذين اختطفوا أول أمس، بينما أحصت بعض المصادر اعتقال نحو 140 عضو بالحزب وأصدر الإصلاح بيانا حذر فيه الحوثيين وحلفاءهم من الاستمرار في ما وصفها بالحماقات التي تستهدف الحزب.