أعربت اللجنة الليبية لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها من استعار القتال وتصاعد وتيرة أعمال العنف في البلاد، وذلك بتعرض مدن وأحياء سكنية للقصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة والمدفعية طيلة الأسبوع الماضي. كشف البيان الصادر عن اللجنة الليبية لحقوق الإنسان أن حدة القصف على الأحياء المدنية اشتدت في اليومين الماضيين من قبل مجموعات ما يسمى القوة الثالثة لدرع ليبيا، معربة في السياق ذاته عن شدة قلقها مما آلت إليه الأوضاع الأمنية في البلاد مؤخرا. وأوضح البيان ذاته، أن أحياء سكنية بمناطق ورشفانة والرجبان والزنتان غرب البلاد تعرضت لقصف من قبل طيران فجر ليبيا، إضافة للتهجير القصري وحملات الاعتقال والقتل والخطف على الهوية والمواقف السياسية للمواطنين. وحملت اللجنة الأممالمتحدة المسؤولية الكاملة حيال هذه الجرائم والخروقات التي اعتبرتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخرقا وانتهاكا صارخا للاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية والأممية بشأن تحريم وتجريم استهداف المدنيين في أثناء الحروب والنزاعات المسلحة وطالبت اللجنة، في السياق ذاته، المنظمات الدولية والحقوقية التابعة للأمم المتحدة ومحكمة الجنايات بسرعة التحرك لملاحقة قادة وأمراء الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المتورطة في استهداف المدنيين بالقصف العشوائي والقصف بالطيران للأحياء المدنية المكتظة بالسكان ببراك الشاطئ وورشفانة والزنتان والرجبان وسياسات الإرهاب المسلح والترويع للمدنيين والأطفال والنساء الذي يمارس بحقهم من قبل قوات فجر ليبيا. وميدانيا، قتل 4 أشخاص على الأقل، وأصيب أكثر من 20 آخرين في هجوم انتحاري بقنبلة على نقطة تفتيش أمنية شرقي مدينة مصراتة، شمال غربي ليبيا، ويأتي هذا التطور بعد شن سلاح الجو الليبي، أول أمس السبت، غارات على مواقع الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس وذلك غداة إحكام القوات الحكومية السيطرة على منطقة قريبة من العاصمة. وقالت المصادر أن الغارات استهدفت عدة مناطق تتحصن فيها ميليشيات فجر ليبيا في طرابلس، لاسيما في جسر الزهراء ومواقع قريبة من المطار. ورغم تراجع حدة القتال في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، فإن هناك عدوا آخر ينغص حياة سكان المدينة يتمثل في الألغام، التي باتت تنتشر بكثافة في الأحياء التي شهدت اشتباكات في بنغازي، لاسيما حي الصابري الذي استمر القتال العنيف به عدة أشهر، فقد تحول هذا الحي من معقل للجماعات المسلحة إلى حقل كبير للألغام، يفتك بحياة شخص أو اثنين يوميا حسب مصادر طبية في المدينة. وحسب الناطق باسم وحدة الهندسة العسكرية في بنغازي سراج الطيرة، فقد باتت مهمة الجيش الليبي في تخليص بنغازي بشكل عام، وحي الصابري بشكل خاص، من الألغام مستعصية حتى الآن، إذ أن القسم الأكبر منها مزروع داخل المنازل.