دقت ساعة الحسم، وستكون قسنطينة اليوم على موعد مع استقبال أكبر حدث ثقافي عربي، وسط مخاوف تنظيمية خصوصا مع الكلام الكثير الذي قيل هنا وهناك عن مشاكل وتأخر كبير في إنجاز بعض المرافق والمشاريع التي لا تزال لحد كتابة هذه الأسطر عبارة عن ورشات مفتوحة، ناهيك عن غياب أربعة دول عربية بسبب الوضع الأمني، كما سيغيب الرئيس بوتفليقة عن الحدث، حيث سينوب عنه الوزير الأول عبد المالك سلال. سيكون القائمون على هذه التظاهرة في مقدمتهم وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، ومحافظ التظاهرة، سامي بن شيخ، أمام تحد كبير لإظهار صورة الجزائر أمام الضيوف العرب الذين يصل عددهم إلى حوالي 40 شخصية عربية ثقافية ستكون معنية بحفل الافتتاح، وفق ما صرح به الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي أكد حضوره هو الآخر. نقائص بالجملة وتخوفات من السقوط تشكل ملحمة قسنطينة الكبرى جل مخاوف المنظمين، حيث ولغاية مساء أمس لم يصل طاقم العمل إلى وضع الروتوشات الأخيرة على الملحمة التي أشرف على إخراجها كل من علي عيساوي والمخرج الشاب فوزي بن براهم اللذين لا يملكان الخبرة في مثل هذا النوع المسرحي، ورغم طمأنة الديوان الوطني للثقافة والإعلام على جاهزية كل الأمور سواء الملحمة أو العربات التي ستجوب شوارع قسنطينة، إلا أن الكلام شيء والواقع شيء آخر تماما، فالزائر لمدينة الجسور المعلقة هذه الأيام يلاحظ الفوضى التي تتخبط فيها، حيث تحول التاريخ العريق إلى غبار متطاير في شتى الأنحاء. ورغم أن الجزائر سبق لها احتضان تظاهرات كبيرة مماثلة كالجزائر عاصمة العربية 2007 وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، إلا أنها لم تستخلص الدروس من الأخطاء التي وقعت فيها بالماضي، رغم أن الوزيرة لعبيدي تقول العكس وتؤكد بأن الأمور تسير بشكل إيجابي. وبالعودة إلى تصريحات الوزيرة لعبيدي حول إشراك منظمات المجتمع المدني في ترسيخ ثقافة المشاركة والمساهمة في إنجاح هذا الحدث الثقافي، يلاحظ غياب شبه كلي للمجتمع المدني في فعاليات التظاهرة. الانتقادات العديدة التي وجهت للقائمين على التحضير للتظاهرة بسبب بطء عملية ترميم المنشآت الخاصة وعدم جاهزية دور الثقافة التي تحتضن النشاطات المختلفة، أدخل المسؤولين في دوامة كبيرة وورطة لا يمكن الخروج منها إلا بتسريع وتيرة الإنجاز قبل حدوث الكارثة. أجواء الحروب العربية تخيم على التظاهرة يخيم الوضع العربي المتوتر وما تعيشه بعض البلدان مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن، على تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية التي تستعد لاستقبال 21 دولة. وكانت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، قد صرحت قبل أيام أن أربع دول عربية ستغيب عن الحدث بالنظر إلى الظروف الأمنية الصعبة بها، ويتعلق الأمر بليبيا والعراق واليمن وسوريا، وهي الدول التي ستكون ممثَّلة بسفرائها وطلابها الجامعيين في الجزائر، في حين ستفتتح فلسطين أول أسبوع ثقافي من أسابيع عاصمة الثقافة العربية. وكانت الأحداث التي عاشتها ليبيا حالت دون الاحتفال بعاصمة الثقافة العربية على مدار عام من السنة الماضية. واحتضنت العاصمة العراقية ”بغداد” آخر احتفالات بعاصمة الثقافة العربية في 2013، واختتمت الاحتفالات في نهاية فيفري 2014، تزامنا مع دخول تنظيم داعش للعراق وسيطرته على الأنبار. 40 شخصية عربية حاضرة يتقدمهم نبيل العربي أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أول أمس، عن مشاركته في حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بالإضافة إلى أكثر من 40 شخصية ثقافية عربية. وقال نبيل العربي في تصريح له، أول أمس، إن الدول العربية تحتفل سنويا وعلى مدار عام باختيار مدينة كعاصمة للثقافة العربية، وأنه سبق أن تلقى الدعوة من الجزائر للمشاركة في فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة، والتي تقام فعالياتها على مدار العام 2015. وكان سفير التظاهرة، عز الدين ميهوبي، قد سلم نبيل العربي الدعوة للمشاركة في افتتاح الفعالية، والتي تأتي بعد عام من توقف الاحتفالات، خاصة بعد أن كانت ”طرابلس” هي العاصمة الثقافية للعام 2014 وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة في الوقت الراهن، كونها حائط الصد الذي قد يحول دون الكثير من الأزمات التي تعيشها الدول العربية في الوقت الراهن. 5000 دركي لتأمين الحدث كشف المقدم عبد الحميد كرود، مسؤول الإعلام بقيادة السلك النظامي، أنه تم تسخير أزيد من خمسة آلاف دركي من أجل ضمان الأمن خلال تظاهرة ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015”. وأوضح ذات المتحدث، خلال ندوة صحفية نظمت لعرض حصيلة نشاطات القيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني بقسنطينة خلال الثلاثي الأول من سنة 2015، أن عناصر الدرك الذين تم تعيينهم للقيام بهذه المهمة، هم تابعين لولايات سكيكدة وميلة وعنابة وأم البواقي وقسنطينة، وسيتم تكليفهم بضمان أمن الضيوف الأجانب والوفود المشاركة خلال تنقلاتهم ليلا ونهارا. وستشهد الهياكل الثقافية التي ستحتضن مختلف النشاطات والتظاهرات، سهر أعوان أمن الدرك الوطني، بحيث سيضمنون الأمن، علاوة على مراقبة شبكات الطرقات ومختلف الساحات العمومية، كما تم تسخير المجموعات الإقليمية للولايات المجاورة لاسيما تلك الواقعة على الساحل وذلك في إطار جهاز أمني تكميلي. الإنارة الفنية تضيء المباني الأساسية للمدينة تعيش ليالي مدينة قسنطينة هذه الأيام على وقع ضوء إنارة مزينة، وهذا للجسور السبعة التي تزخر بها عاصمة الشرق الجزائري، والتي تشتهر بها المدينة التي شيدت فوق صخور الغرانيت، إلى جانب مختلف الساحات العمومية التي اكتست حلة جديدة، بمناسبة الحدث الاهم للسنة الجارية 2015، بمدينة الجسور المعلقة والجزائر ككل. وستخص هذه الأضواء ثلاثين موقعا بمختلف أحياء مدينة قسنطينة، تضم اهم المباني الاساسية بالمدينة، بحيث سيتم إلقاء على المباني ذات الطابع العمراني الأصيل، أضواء مزينة ستراعي الطابع العمراني وتنسجم معها لتضيف عليها لمسة سحرية ستنير ليالي القسنطينيين الذين سيستمتعون بتحف فنية، تعد الأولى من نوعها، كون الإضاءة ستكون ثلاثية الأبعاد. ويشرف على هذا النشاط الذي سيكسي ليالي مدينة الجسور المعلقة حلة جديدة ورونقا مزينا لها، شركة ”ألان قويو للضوء”، وكشفت الشركة الفرنسية البعض من الصور والتي خصت المسجد الكبير وجسر سيدي راشد ومعبر ملاح سليمان. وتعد شركة ”ألان قويو للضوء” الفرنسية، شركة محترفة تتمتع بمسار فني كبير، بحيث أشرفت الشركة على العديد من النشاطات الثقافي من نوع الاضاءة الفنية، بالعديد من مناطق وعواصم العالم، على غرار مدن مدريد وتوليدو بإسبانيا، كما تشرف ذات الشركة على التظاهرة الكبرى ”ليون لوميار” بمدينة ليون جنوبفرنسا، والتي تعد من بين أبرز التظاهرات الفنية التي تخص هذا النوع من الفن بفرنسا، ويزورها الملايين من السياح سنويا. وكشف مدير الشركة المشرفة على الإضاءة الفنية بقسنطينة بموقعها الخاص على الشبكة الإلكترونية، ”إنه تم تخصيص برنامج فني ثري، سيراعي الثقافة الجزائرية ككل وأصالة مدينة قسنطينة”، وكانت قد كشفت الصحافة عن قيمة العقد الذي يجمع الشركة الفرنسية مع الجهات المنظمة لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أن قيمتها 2.3 مليون اورو أي ما يعادل 25 مليار جزائري. حمزة بلحي / فيصل شيباني
ستحتضنها قاعة ”زينيت” اليوم تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تنطلق رسميا تنطلق، نهار اليوم ،رسميا فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، التي تستمر على مدار سنة كاملة بمشاركة دول عربية، وبلدان أخرى من مختلف قارات العالم وهو الحدث الذي توليه السلطات العليا في البلاد أهمية كبيرة. وعلمنا أمس، أن عدد من الوزراء العرب، وكذا سفراء دول شقيقة سيحضرون حفل الافتتاح الذي ستحتضنه قاعة ”زينيت”، ويشرف عليه الوزير الأول عبد المالك سلال الذي سيحل بالولاية مساء اليوم رفقة عدد من وزرائه. وسيتم في حفل الافتتاح عرض ملحمة قسنطينة التي أجتهد في إعداد السيناريو الخاص بها عدد من الدكاترة والأساتذة الجامعيين وتدور حول تاريخ قسنطينةوالجزائر بصفة عامة ن مع غبراز كل المراحل التاريخية والحقب التي مرت بها عاصمة الشرق بمشاركة خيرة الممثلين الجزائريين وبموسيقى أعدها قويدر بوزيان. وقد علمنا أمس أن كل الدول العربية أكدت مشاركتها إلى جانب عدة دول غير عربية كفرنسا، الهند، باكستان، الصين، إسبانيا وتركيا. وأكد لنا محافظ التظاهرة أن وفد جمهورية مصر العربية هو أكبر وفد سيشارك في التظاهرة بأزيد من 200 عضو بين فنانين ومسرحيين وسينمائيين ومحاضرين وعلماء، ثم الوفد المغربي واللبناني حيث هذه الوفود ستحل بقسنطينة تباعا على مدار أشهر السنة. يزيد. س
أزمة إقامة مع بدء التظاهرة أفاد أمس، مسؤول في حزب التجمع الوطني الديمقراطي أنه وجد صعوبة في حجز أماكن لضيوف سينزلون بقسنطينة بعد أن وجد كل الغرف المتوفرة في فنادق الولاية محجوزة مسبق من قبل الولاية وكذا مسؤولي محافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وهو ما يؤكد تخوف مسؤولي الولاية سابقا. وكانت سلطات ولاية قسنطينة قد قامت بحجز كل الأسرة في مختلف الفنادق بالولاية، تحسبا لانطلاق فعاليات التظاهرة، كما تم وضع مخطط احترازي بالتنسيق مع ولايات مجاورة لتوفير أسرة للفنانين والوفود المقرر حضورها حفل الاحتفال وكذلك الضيوف من دول عربية مشاركة.