ثمّن محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، دور الجزائر الإيجابي خلال جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين، لكنه قال إن بعض الأطراف بمسارات اللقاءات تصر على ”شيطنة” الطرف الآخر بعيدا عن الموضوعية. وشرح صوان أمس في تصريح صحفي مكتوب ما جرى بكواليس جلسة الحوار الأخيرة من تجاذبات ونقاشات حادة بين الشخصيات الليبية، موضحا بخصوص مسألة الشرعية والترتيبات الأمنية، أن عديد المشاركين يتمسكون بحكم المحكمة وما ترتب عنه بينما تمسك آخرون بشرعية مجلس النواب. وفي هذا الصدد أوضح وجهة نظره بأن ”الحقيقة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها هي وجود انقسام في الشارع الليبي بشأن الشرعية، وإلا لما كانت هناك حاجة للحوار ولما حدث صراع مسلح بين الليبيين”. ودعا صوان إلى البحث عن حل توافقي يقوم على توزيع السلطات بين المجلس الرئاسي والبرلمان والمجلس الأعلى للدولة، ولتحصين ما يتم الاتفاق عليه من الطعن أمام القضاء مستقبلاً لضمان سلامة العملية السياسية ونجاحها. كما لاحظ صوان، يضيف، ”من خلال الحوارات المختلفة ومن خلال وسائل الإعلام، سعي كل طرف إلى حشد أكبر قدر من الأدلة على صحة موقفه وشيطنة الطرف الآخر، بعيداً عن الإنصاف والموضوعية، مع تبني أسلوب التعميم في إطلاق الأحكام واتخاذ المواقف، وهذا ما دفعنا للتأكيد على أهمية استمرار الحوار أملاً في بناء قاعدة من الثقة بين أبناء الوطن الواحد”. وتابع الإسلامي الليبي بأن استمرار الطرفين في تبادل تحميل المسؤولية إزاء ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان التي يقوم بها ”خليفة حفتر” ومن يؤيده من جهة، وما حصل من أضرار وانتهاكات وتهجير في المناطق التي تسيطر عليها القوات التابعة للمؤتمر الوطني من جهة أخرى. وقد أشار إلى تنويهه خلال اللقاء الجامع إلى أن بعضا من المجموعات المسلحة التي تسيء التصرف لا تمثل الثوار الشرفاء، ومن المحتمل أن تصبح هذه المجموعات أحد التحديات أمام أي حكومة قادمة، موضحا أن ”العديد ممن حاورتُهم مقتنعن بأن ”حفتر” ومن معه لا يمثلون الجيش الليبي، ولا يرغبون في أن يكون ل”حفتر” أي دور سياسي مستقبلاً”. بينما دعا إلى ضرورة إيجاد خطاب إعلامي يدفع في اتجاه المصالحة والتوافق. في المقابل استؤنفت مفاوضات الفرقاء أمس بمنتجع الصخيرات بالمغرب الأقصى، برعاية بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا، حيث ذكر عضو المؤتمر ضمن وفد التفاوض، صلاح البكوش، أن مجلس النواب بطبرق قد ارتكب خروقات صريحة للإعلان الدستوري المؤقت مما سيؤثر على تقدم المباحثات.