البرلمان البريطاني يحذر من تهديدات أمنية جراء تردي الأوضاع في ليبيا أدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا حادثة الهجوم الذي شنه من وصفتهم ب "المتطرفين" على مدينة ترهونة ظهر أمس. وحملت اللجنة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومة عمر الحاسي المنبثقة عنه، المسؤولة المباشرة عن أفعال المليشيات التابعة لها، "لكونها لم تتخذ أي إجراءات قانونية ضد زعماء المليشيات إثر عدوانهم وانتهاكهم المتكرر لحقوق الإنسان، مما شجع على تكرار هذه الممارسات الوحشية ضد حياة وسلامة المواطنين". وقالت اللجنة إن الاعتداء الأخير "استهدف منزل المواطن أبوعجيلة الحبشي، وأدى إلى مقتل ابنه وابنته وإصابة عدد من أفراد أسرته". كما استنكرت اللجنة "تصاعد حوادث المداهمات الأخرى للمنازل في ترهونة، والتي أدت إلى مقتل أحد أعيان المدينة عبدالحميد فرحات وعدد من المواطنين من قبل جماعات متطرفة". وقالت إن "استمرار حالة الإفلات من العقاب يدفع بالمجرمين إلى تطوير سلوكهم الإجرامي وتغولهم، والإمعان في ممارسة أبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان ومن أبسطها حقه في الحياة وسلامته". وطالبت اللجنة قسم حقوق الإنسان وسيادة القانون في بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، ومكتب النائب العام، بفتح تحقيق شامل حول هذه الجريمة البشعة وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة للعدالة. وأكدت على أن هذه "الجريمة البشعة التي ارتكبتها المليشيات المسلحة بحق عائلة الحبشي، هي انتهاك صريح لحقوق الإنسان وجريمة حرب متكاملة الأركان، وفقا لما نصت عليه معاهدات جنيف الأربع بشأن حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة والحروب". وفي الأثناء، حذر تقرير أعدته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني من أن تردي الأوضاع في ليبيا بعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، يشكل تهديداً أمنياً على بريطانيا. وقال النواب البريطانيون في رسالة مفتوحة إلى وزارة الخارجية البريطانية إن "تردي الأوضاع في ليبيا، سمح لتنظيم داعش ببناء قاعدة له في البلاد". وحذر النواب من أن مقاتلي "داعش" قد يستغلون تدفق المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى أوروبا، لشن عمليات إرهابية فيها. وقالت ديبرا جونز السفيرة الأمريكية في ليبيا إن "8 مدنيين على الأقل قتلوا جراء ضربة جوية بالقرب من طرابلس ، في الوقت التي تحاول فيه القوات الموالية للحكومة إعادة السيطرة على العاصمة". وأضافت جونز أن " القتلى هم من الطوراق، وقد اضطروا إلى النزوح بعد سقوط الديكتاتور معمر القذافي في 2011". وتتمركز الحكومة الليبية المدعومة من الغرب في شرق ليبيا. وتتجدد القتال بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، رغم حضور ممثلي عن الطرفين اجتماعاً في المغرب برعاية الأممالمتحدة في محاولة لحل النزاع القائم بينهما. من ناحية أخرى، منع محتجون من سكان مدينة طبرق رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، من زيارة طبرق. وكان ليون متجهاً من طرابلس إلى طبرق للقاء رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، للتشاور بشأن مستجدات الحوار المنعقد في الصخيرات بالمغرب. وقالت مصادر من مطار طبرق إن المحتجين أجبروا ليون على عدم النزول من طائرته الخاصة والعودة ومغادرة المدينة مباشرة عقب وصوله. ورفعوا شعارات، وهتفوا بهتافات تندد بموقف ليون الداعم للتيار السياسي الساعي لتمكينه من اقتسام الحكم مع الممثل الشرعي في البلاد. وكان المحتجون قد رفعوا لافتاتهم المكتوبة بالإنجليزية لدعم مجلس النواب ومؤسسة الجيش الليبي في حربه على الإرهاب، ورفض الحوار مع المؤتمر الداعم للإرهاب. كما رفضوا وجود المؤتمر وحكومته في حكومة الوفاق المزمع تشكيلها في جلسات الحوار. كما ندد المتظاهرون بموقف المجتمع الدولي الساكت عن تنامي ظاهرة الإرهاب في البلاد.