كثفت الحكومة التونسية من تحركاتها لاستقطاب عدد أكبر من السياح الجزائريين، حيث عززت من الاتفاقيات مع الحكومة في مجال السياحة العلاجية عبر بعث هيكل مهني لتوجيه المرضى الجزائريين إلى تونس للاستفادة من تطور البنية التحتية الصحية الخاصة والقدرات الطبية. شارك مركز النهوض بالصادرات، خلال الفترة القليلة الماضية من 10 إلى 16 أفريل الجاري، بمناسبة صالون المستشفى، مع وفد هام من خمس عشرة مصحة خاصة ووكالة سفر متخصصة في تنظيم الزيارات المرتبطة بالسياحة الصحية، في التظاهرة الترويجية الكبيرة التي شهدتها كل من الجزائر العاصمة وولاية وهران. وحسب ما أوردته جريدة ”المغرب” التونسية، كان للوفد التونسي الطبي، خلال هذه الزيارة، عديد اللقاءات قاربت 200، التقى خلالها بالمهنيين الجزائريين في قطاعات الصحة والتأمين والأسفار والخدمات ذات الصلة. وأكد المهنيون التونسيون بالمناسبة أهمية التعاون بين البلدين في جميع المجالات، مبرزين ما أتاحته هذه الفرصة لتحقيق تطور أشمل ونمو في مجال الصحة بالسوق الجزائرية على المدى القصير والمدى المتوسط، عبر بعث هيكل مهني لتوجيه المرضى الجزائريين إلى تونس للاستفادة من تطور البنية التحتية الصحية الخاصة والقدرات الطبية. وقد مكنت اللقاءات الثنائية من إمضاء اتفاقيات وشراكات بين العيادات التونسيةوالجزائرية، ستسمح للمصحات التونسية بتقديم العلاج للمرضى الجزائريين الذين لا يمكن علاجهم في الجزائر، كما تم الحديث عن فتح جزء من رأس المال لبعض المصحات الجزائرية أمام المصحات التونسية، إلى جانب السماح للجراحين التونسيين بتقديم خبرتهم وخدماتهم بالمصحات الجزائرية. وكانت اللقاءات قد سمحت أيضا بالبحث في سبل تدعيم تبادل الخبرات والتكوين والتدريب المهني في البلدين، إلى جانب العمل على تطوير المرافق الصحية الخاصة في الجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة وضعت برنامجا ضخما لتطوير القطاع الصحي بالبلاد، يجري تنفيذه عبر الرفع من مستوى البنية التحتية الصحية والمرافق العامة ذات العلاقة، إلى جانب إنجاز تسعة مستشفيات جامعية جديدة، فضلا عن الحوافز المميزة للقطاع الخاص لحثه على إنشاء العيادات والمرافق الصحية الخاصة لمعاضدة جهود الدولة، كما تم ضبط برنامج طموح للتكوين الطبي وشبه الطبي تفوق استثماراته 50 مليون دولار. على صعيد آخر، وفي إطار تفعيل العلاقات بين البلدين في مجال التعليم الجامعي، يتحول وفد هام إلى كل من الجزائرووهران، في الفترة من 31 ماي إلى 3 جوان القادمين، للمشاركة في صالون هام حول التعليم والتكوين ،وسيكون الوفد على موعد مع العديد من نظرائهم عبر لقاءات خاصة للتشاور والتباحث في سبل تطوير التبادل بين البلدين في مجالي التعليم العالي والتكوين المستمر.