وضعت تونس خطة جديدة تهدف إلى استقطاب أكثر من 300 ألف سائح أجنبي سنويّا مع حلول سنة 2016. وتسعى الخطة التي تشرف عليها وزارة الصحّة إلى الرفع من نسق الاستثمارات في البنية الأساسية والموارد البشريّة ذات الكفاءات العالية في مجالات السياحة الطبيّة. ويقول خبراء متخصّصون إن الخطة تهدف إلى جعل تونس قطبا لتصدير الخدمات الصحيّة من خلال تطوير الاختصاصات الطبيّة الدقيقة وكذلك تصدير الخدمات الصحيّة في مجالات المصحات الخاصّة والأدوية والاختبارات العلاجية والسياحيّة الاستشفائية والعلاج الطبيعي بمياه البحر. وتستقطب تونس سنويا حوالي 200 ألف سائحا يأتون للبلاد للمعالجة بمياه البحر وإجراء جراحات تجميليّة شديدة الدقة وهوما مكّن البلاد من احتلال المرتبة الثانية بعد فرنسا في هذا المجال. ويعدّ الجزائريون من أبرز الزبائن إلى جانب الليبيين .وتعمل تونس على أن تتحول في المدى القريب إلى وجهة إقليمية للخدمات الصحيّة المتطوّرة والجراحة التجميليّة خاصّة مع توفّر كفاءات طبيّة في الاختصاص وانخفاض تكلفة العلاج مقارنة بالدول الأوروبية فضلا عن موقع البلاد الاستراتيجي القريب لعدة دول أوروبية. وتمتلك تونس مخزون مياه معدنية موزع على كامل ترابها في شكل عيون وحفريات تتجاوز 95 منبعا 30 منها مياه باردة درجة حرارتها أقلّ من 25 درجة مئوية و65 منبعا للمياه الساخنة حيث يتم استغلال 18 منبع مياه معدنية باردة في مشاريع تعليب مياه و50 منبع مياه ساخنة في مشاريع محطات استشفائية وحمامات معدنية.كما تشكل تونس وجهة مفضلة لأكثر من 150 ألف مريض سائح أجنبي يتوافدون سنويا لتلقي علاجات في الجراحات الدقيقة المتخصصة كجراحة العظام والقلب والشرايين والعيون وطب الأسنان. ويرى خبراء أن تكلفة العلاج المنخفضة مقارنة بأوروبا ساهمت في استقطاب المرضى السيّاح ففي حين لا تزيد عمليّة التجميل العادية عن 3000 دولار في تونس فإنها تتجاوز في أوروبا ال10 آلاف دولار. من جهة أخرى مثلت الكفاءات الطبية العالية المتوفرة في تونس والتطوّر الطبي الذي تعرفه البلاد عنصرا آخر لاستقطاب المرضى الأجانب هذا إلى جانب ظروف النقاهة والترفيه المناسبة التي توفرها المراكز الصحيّة والنزل للمرضى ومرافقيهم.