يستعد المخرج جمال قرمي لعمل مسرحي جديد يدخل في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، من إنتاج المسرحي الجهوي لسعيدة. وقال المخرج المسرحي جمال قرمي، في تصريح لجريدة ”الفجر”، أن المسرحية التي يعكف على إخراجها مع المسرح الجهوي موسومة ب”سقوط حصن وهران” ستعرض في 26 جوان قسنطينة. وأضاف المخرج جمال قرمي أن هذا العمل يتكلم عن الحقبة التاريخية والصراع الذي كان بين العثمانيين والإسبان في القرن 15 و16 وما فعله شيوخ القبائل على رأسهم أمحمد بن يحي الشيخ بن عبد العزيز، الملقب بسدي أمحمد بن عودة الذي ساند العثمانيين في سقوط حصن وهران ضد الإسبان. وفي السياق ذاته، كشف قرمي أن هذا العمل عبارة عن مسرحية تاريخية صوفية، يشارك فيها مجموعة من الممثلين كلهم من مدينة سعيدة، تم انتقاؤهم عبر كاستينغ نظمه المسرح الجهوي لسعيدة في منتصف أفريل الفارط، ومن بين الممثلين المشاركين إيمان بوري، خيرة عواد، حرطاني علي، مصطفى بوري وغيرهم، حيث يبلغ عدد المشاركين 15 ممثلا. وكشف قرمي أن المسرحية كتب نصها بوخبزة عابد، في حين قام بتأليف الموسيقى محمد زامي الذي سبق له المشاركة في العديد من الأعمال المسرحية، كما صمم السينوغرافيا شيخ صالح. وأضاف جمال قرمي أنه من خلال المسرحية يبين ميلاد أمحمد وكيفية ذهابه إلى زاوية مجاجة في تنس، حيث تتلمذ على يد كبار الشيوخ، ونهل من كل العلوم وقام بتأسيس زاويته بمسقط رأسه، وقد اشتهر سيدي امحمد بن عودة ببطولته في مكافحة الاحتلال الإسباني في شواطئ تنس، مزغران، والمرسى الكبير بوهران، حيث ساهم بإطعام المجاهدين بثغر تنس، كما رفع لواء الجهاد لرفع الحصار عن مدينة مستغانم التي حاصرها الرّوم. وقال جمال قرمي أن المسرحية تبرز الصراع بين القبائل والسؤال الذي كان موجودا آنذاك حول إن كان العثمانيون مستعمرين مثل الإسبان أم أنهم إخوة نظرا لرابط الدين الموجود بينهم. وأضاف قرمي أنه أراد أن يكون الفضاء المفتوح هو الشكل المنوط للعرض، بحيث تتغير الأماكن بطريقة طقوسية صوفية والتي يقوم بها الممثلون، حيث تتشكل لوحات فنية بصرية تعتمد على الممثل بالدرجة الأولى.