لم يكن على علم بخبر تعيينه وزيرا للثقافة خلفا لنادية لعبيدي التي عجلت الفضائح الأخيرة ورائحة الفساد التي انبعثت من مبنى العناصر في رحيلها، ليحل محلها الشاعر والكاتب عز الدين ميهوبي الذي يرأس المجلس الأعلى للغة العربية، حيث وبعد تداول خبر تعيينه وزيرا للثقافة لم يصدق الأمر واعتبره إشاعة ليتصل بأصدقائه المقربين ويتبين حقيقة الأمر بحكم عدم تواجده في الجزائر، بما أنه يشارك في أحد الملتقيات الثقافية في أبو ظبي الإماراتية. تأكد ميهوبي بأنه فعلا عين رسميا كمسؤول أول على مبنى هضبة العناصر وسيمسك بزمام تسيير قطاع الثقافة في الجزائر، وهو ابن القطاع، حيث تولى العديد من المسؤوليات في هذا المجال، وهو المعروف في الساحة باسم ”مثقف السلطة”، وقد قالها علنا في العديد من المناسبات. خطاب ميهوبي الأخير في افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية يحمل الكثير من الدلالات والإشارات، خاصة وأنه اقتبس جل الرسالة التي قرأها من خطابات الرئيس بوتفليقة، حيث ظل يكرر كلمة ”وقال فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة”. العارفون بالرجل يدركون أنه حريص كل الحرص على إظهار الولاء لحكام البلد، حيث لا يفوت فرصة إلا وأعلن دعمه الكامل والمطلق للرئيس بوتفليقة، وهو الذي وقف معه في العهدة الرابعة ودعا لانتخابه مجددا. وكالعادة دائما قام الكثير من المثقفين دون ذكر الأسماء بالتهليل لقدوم عز الدين ميهوبي، من خلال نشرهم عبارات الترحيب والارتياح الذي سجلوه لمجيء الرجل، لأن كل ما يهمهم في الأمر هو خدمة مصالحهم الشخصية ما دام أن الأمور في الوقت الحالي تسير داخل حلقة مغلقة وتخدم جهات على حساب أخرى. هل عز الدين ميهوبي هو رجل المرحلة لتسيير قطاع يبدو عاجزا وهو أدرى بما يجري من مشاكل ومن ملفات لا تزال عالقة حتى الآن، خاصة قانون الفنان وغيرها من الأمور الأخرى، كما أن المقربين من شخص الوزير الجديد يدركون أنه من طينة لعبيدي في مسألة التردد، لأنه يسعى في كل مرة لإرضاء السلطة وهو الابن المدلل للنظام.عز الدين ميهوبي القائل: ”أنا مثقف السلطة وأفتخر” من مواليد 1959 بالعين الخضراء أو عين خضرة بولاية المسيلة، درس في الكتّاب بمسقط رأسه، والتحق بالمدرسة النظامية في 1967 بمدرسة عين اليقين (تازغت - باتنة) في السنة الرابعة ابتدائي، ثم انتقل إلى مدرسة السعادة ببريكة، ثم مدرسة لسان الفتى (تازولت - باتنة) ومتوسطة عبد الحميد بن باديس (باتنة)، ودرس بثلاث ثانويات هي (عباس لغرور بباتنة، ومحمد قيرواني بسطيف، وعبد العالي بن بعطوش ببريكة حيث حصل على شهادة البكالوريا شعبة الآداب. التحق سنة 1979 بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة ثم معهد اللغة والأدب العربي بجامعة باتنة، بعدها انتقل سنة 1980 بالمدرسة الوطنية للإدارة وحصل على ديبلوم تخصص الإدارة العامة. تقلد العديد من الوظائف فمن 1986 إلى غاية 1990 رئيسا للمكتب الجهوي لجريدة الشعب بسطيف، ومن 1990 إلى 1992 رئيسا لتحرير صحيفة الشعب، وتولى من 1992 إلى 1996 إدارة مؤسسة ”أصالة للإنتاج الإعلامي والفني” والتي أصدرت صحيفة ”الملاعب” وبعض الكتب الرياضية، ليتولى بعدها منصب مدير الأخبار والحصص المتخصصة بالتلفزيون الجزائري سنة واحدة، قبل أن يلتحق بقبة البرلمان في الفترة من 1997 إلى 2002 ممثلا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي. عين سنة 2006 مديرا عاما للمؤسسة الوطنية للإذاعة لغاية 2008، ثم عين بعدها 2008 كاتب دولة للاتصال بالحكومة حتى 2010، ثم تولى إدارة المكتبة الوطنية حتى 2013، ليعين بعدها رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، وهاو الآن وزيرا الثقافة.