أكد نائب مساعد الأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس التعاون الخليجي عبد العزيز العويشق، من واشنطن أمس، أنه تمت برمجة ”اجتماعات للجان دفاعية وأمنية مشتركة” بين الولاياتالمتحدة ودول المجلس ستنعقد سريعا لمتابعة قرارات القمة، وستركز على نشر شبكة صواريخ وتركيز أجهزة إنذار مبكر. ووصف العويشق نتائج القمة بأنها ”فاقت التوقعات” وأضاف أن الرئيس أوباما قد أجاب بشكل صريح وفاعل عن مضمون الاتفاق النووي الذي يتم التفاوض عليه مع إيران وأن واشنطن مدركة للقضايا التي تثير قلق دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الاتفاق. أضاف العويشق أن ما يتم التفاوض عليه ليس ”صفقة كبرى مع إيران أو تحولاً إقليمياً بل هو حد لبرنامجها النووي بإجراءات تفتيش غير مسبوقة وإن مجلس التعاون ينتظر تفاصيل الاتفاق وفيما إذا كانت ”قابلة البرهان لاتخاذ موقف منه”. كما أشار إلى أن الجانب الأميركي تحدث عن إجراءات إضافة تتعلق بفرض عقوبات في حال انتهكت طهران الاتفاق. وبخصوص العلاقات الخليجية - الأمريكية، قال العويشق بأن القمة أكدت على ضمان الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وتعهد الجانب الأمريكي بحماية الخليج من أي اعتداء خارجي”. وقال إن هناك ”توافقا أميركيا - خليجيا كبيرا حول ما يجري من نزاعات في المنطقة وقد تم البحث في العمق في أمن الحدود والإرهاب و”حزب الله” فضلا عن التدخل الإيراني في شؤون دول المجلس الداخلية”. وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية ‘ارنا'، أمس عن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قوله: ”أن شعوب اليمن والبحرين وفلسطين هي شعوب مظلومة، ونحن ندعم المظلوم بأي قدر نستطيع”. وصرّح خامنئي أمام كبار مسؤولي الدولة وسفراء البلدان الإسلامية المعتمدين لدى إيران، بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، أن: ”مشركي مكة كانوا يكفّون عن الحرب في الأشهر الحرم”، واليوم نجد ”العوائل اليمنية تتفجّع لفقدان أحبتها في الشهر الحرام”. وأوعز خامنئي التدهور الأمني والقتل في اليمن إلى من أسماهم ب”بعض الدول التي تسمى بالمسلمة لكنّها مغرّر بها” قائلا: ”إنّ أمريكا هي الداعم والمصمم للإرهاب وأن إيران حاربت الإرهاب ووجهت له صفعة وضربة قاسية وستفعل الشيء نفسه من الآن فصاعدا أيضا”. وأكد الزعيم الايراني أن ”شعوب المنطقة قد استيقظت، لقد قمعوا الصحوة الإسلامية مؤقتا، لكن الصحوة والبصيرة لن تقمعا ولا يجب تجاهل القوة الهائلة للأمة الإسلامية”. وتابع القول: ”نحن جيران، وأمن الخليج الفارسي هو لمصلحة الجميع، فإن كان آمنا فإننا نستفيد، وأن لم يكن آمنا، فسيكون غير آمن للجميع”. وأضاف: ”إن أمن الخليج الفارسي يقع على عاتق الذين يعتبر الخليج الفارسي بيتهم، وما شأن أمريكا بذلك؟ أن أمريكا تبحث عن مصالحها ون رأت ضروري فإنها ستعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”. وفي سياق متصل صرح نائب مساعد الرئيس الأمريكي كولين كالي في وقت سابق بأن منظومات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز ”300 - C” لا تستطيع حماية إيران من أية ضربة أمريكية محتملة. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ترغبان في ألا تكون هناك أي منظومة دفاع جوي فعالة لدى طهران إطلاقا. وبخصوص منظومات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز ”300 - C” التي وافقت موسكو مؤخرا على بيعها لطهران، قال كال في حديث مع وكالة ”سبوتنيك” الروسية إنها منظومات فعالة جدا للدفاع الجوي، ولكنها لن تضعف قدرة الولاياتالمتحدة في القيام بما هو مطلوب إذا أخلت إيران بالاتفاق وشرعت في صنع سلاح نووي.