اتهم هواري قدور، الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة على مستوى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، نواب البرلمان المصادقين بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بحماية الطفل، بالتلاعب بعقول الجزائريين خاصة وأن غالبيتهم لا يدركون الأخطار التي يتعرض لها الأطفال في المجتمع. وقال هواري قدور، أمس، إن غالبية النواب بعيدون كل البعد عن الواقع الذي يعيشه منتخبيهم، خاصة منهم فئة الأطفال الذين تزيد معاناتهم بشكل مستمر يوما بعد يوم. وقال في بيان للرابطة إنه من المفروض أن يعتبر النائب صوتا مدويا لإسماع معاناة الشعب وليس غيابا وسجالا سياسيا بدون إدراك لكل الأخطار المعنوية التي قد يتعرض لها الأطفال في المجتمع، ولا سيما بما أن الطفولة تمثل نسبة 16 إلى 17 بالمائة من إجمالي تعداد السكان”. وأضاف هواري قدور أن مصادقة نواب البرلمان على مشروع قانون حماية الطفل يعتبر نفسه التصويت على قانون المحروقات رقم 13-01 الصادر بتاريخ 20 /02 /2013، الذي سبق لهم وأن صوتوا عليه في عام 2013 ولم تسمع أصواتهم إلا في سنة 2015 بعد احتجاج سكان الجنوب على استغلال الغاز الصخري ومحاولة ركوب الموجة، قائلا ”كفانا لعبا بعقول الناس يا أهل السياسة، فأنتم خارج إطار هموم الطفولة”. واستغرب الأمين العام للرابطة المصادقة على قانون الطفل أول أمس، والذي سجل حضور عدد النواب في جلسة التصويت ب218 من أصل 462 نائب، دون إلقاء تدخلاتهم للمناقشة، ما عدا سجال بين الأحزاب المعارضة والموالاة تحمل طابع الإثارة فقط وتكون آنية حول بعض الحوادث فقط، مستغربا في سياق ذي صلة تقاعس النواب في دراسة النقائص وإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الطفولة، وعدم التطرق إلى حوصلة لحق الطفل والتلميذ في التعليم بالجزائر منذ التسعينيات وإلى يومنا هذا، ولا حتى دراية بهذا القانون إلى أين سيقود الطفولة. كما أشار ذات المتحدث إلى أن هناك أكثر من 13 ألف طفل، أقل من 18 سنة، يقدمون إلى العدالة بعدة تهم أهمها السرقة، الضرب والاعتداء، حيازة المخدرات والأسلحة البيضاء، وحتى القتل، وكذلك هناك أكثر من 4000 مولود سنويا خارج نطاق الزواج، وتسجيل أكثر من 1913 طفل لتحرش واعتداء جنسي في سنة 2014، وحوالي 24 بالمائة من الأطفال يعيشون في فقر مدقع بأقل من دولارين، إلى جانب تسجيل 5 بالمائة من الأطفال من 5 إلى 14 سنة يتم استغلالهم استغلالا فاحشا، وأن نسبة وفيات الأطفال في الجزائر تقدر ب32 بالمائة، إضافة إلى 10 بالمائة من الأطفال غير مطعمين ضد الأمراض الخطيرة، و5000 طفل بدون نسب، أي أطفال غير شرعيين.