أضحت ظاهرة استخدام اللوحة الكترونية لدى الاطفال الصغار موضة العصر في السنوات الأخيرة، فأصبح الأطفال دون سن السابعة يتقنون استخدام تطبيقات اللوحات الالكترونية بتشجيع من أوليائهم، دون التخوف من تأثير ذلك على صحة أبنائهم وعلى عقولهم الصغيرة. عرفت تجارة اللوحة الالكترونية رواجا كبيرا ببلادنا في السنوات الثلاث الاخيرة، خاصة أن أولياء أضحوا لا يتوانون عن اقتناء كل مستلزمات الحياة لأبنائهم بداية من الأساسيات إلى غاية الكماليات التي تعد اللوحة الالكترونية أوالهواتف الذكية جزء منها. فرغم ارتفاع أسعار اللوحات الالكترونية على اختلاف علاماتها المحلية والأجنبية، نجد بعض الأولياء يتسارعون لاقتنائها لأبنائهم رضوخا لمطالبهم تارة ولمكافأتهم على نتائجهم الدراسية تارة أخرى، دون سعي غالبية هؤلاء الأولياء لمراقبة نوع الألعاب التي يمارسها أبناؤهم، أوطريقة ولوجهم إلى العالم الافتراضي، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت تستقطب الأطفال في سن صغيرة جدا، ما بات يستدعي دق ناقوس الخطر وتحسيس الأولياء بأهمية مراقبة أبنائهم لحمايتهم من مخاطر النت بما فيها من إدمان وانحراف أوتحرش. وأكد عدد من الخبراء النفسانيين بهذا الصدد أن الأجهزة اللوحية كاللوحات أو الهواتف الذكية، يمكنها أن تعيق قدرة الأطفال على التعلّم والتحكّم في النفس. كما أنّ الاستخدام المكثف للأجهزة المحمولة في عمرٍ صغير من شأنه أن يؤثّر على سلوك الأطفال ونموّهم، فيفقدون القدرة على الاتصال مع العالم الفعلي والأطفال في سنهم نظرا لتشتت عقولهم بين عالمهم الافتراضي الذي تعودوا عليه في لوحاتهم الالكترونية والواقع، فنجد عددا كبيرا منهم يعانون من حالات العزلة والانطواء على النفس في فترة الدراسة. وحذرت الخبيرة النفسانية، سحنون ريم، في حديثها إلى ”الفجر”، من استخدام الأجهزة الذكية من لوحات وهواتف ذكية لإلهاء الطفل أوتحويل انتباهه، إذ قد يكون هذا الأمر ضارًّا بالنسبة لنموّه وتطوّره من النّاحية الاجتماعية والعاطفيّة. كما حذرت من خطورة استخدام الأطفال دون الثالثة، أجهزة بشاشات تفاعليّة، التي يُمكن أن يكون لها تأثير سلبي واضح على اكتساب المهارات الضرورية لتعلّم المواد العلميّة كالرياضيّات والعلوم. وشددت الخبيرة سحنون على ضرورة تحكم ومراقبة الأولياء لأطفالهم لدى استخدامهم لمختلف الاجهزة الذكية.