رفع الستار، مساء أول أمس، في حفل بهيج احتضنته قاعة قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، بحضور وزير الثقافة عزالدين ميهوبي وشخصيات معروفة في الحقل الثقافي والفني، من بينهم لمين بشيشي والشاعر عياش يحياوي ومسؤولين مدنيين وعسكريين، عن جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي للمبدعين الشباب، حيث تم تكريم فرسان الإبداع ال24 الذين تألقوا في مختلف ألوان الآداب والفنون. كانت البداية بصعود أعضاء لجنة التحكيم تحت قيادة الرئيسة المبدعة جميلة زنير التي أكدت مشاركة 360 عمل في طبعة 2015، وهو ما يبرز حسبها قيمة الجائزة التي صارت تستقطب مبدعين شبان كثر من سنة إلى أخرى، وهو ما يعني أن قافلة المعاشيين تتدعم أكثر، وهو ما يبشر أن الثقافة الجزائرية تتقدم هي الأخرى. كما اضافت قبل أن توجه طلب إلى وزير الثقافة برفع قيمة هذه الجائزة المقدرة حاليا ب 50 مليون سنتيم لكل صاحب الريادة في تخصصه. واستهل وزير الثقافة عزالدين ميهوبي كلمته بالتأكيد أنه قبل طلب رفع قيمة الجائزة وسيعمل على تجسيد ذلك بداية من الطبعة المقبلة:”أدرك قيمة الجوائز فهي مهمة في حياة المثقفين فهي حافز للمبدع لأن يواصل”، وهو ما لقي تقدير الحضور الذين صفقوا طويلا، قبل أن يشير أن عيد الفنان هو وقت للفرح والعرفان وأن التكريمات لها قيمة خاصة عند المبدع، مسترجعا ذكرى تكريمه من 10 سنوات في قسنطينة من قبل مدير الثقافة آنذاك الشاعر إدريس بوديبة في القاعة ذاتها التي تحتضن اليوم الحدث.. ”وأنا فخور أن الجزائريين حازوا على كل الجوائز الكبرى في العالم العربي دون استثناء من العويس مرورا بالبابطين، الطيب صالح، نجيب محفوظ ووصولا إلى الشارقة وغير ذلك من الجوائز التي صارت لها قيمتها عربيا وعالميا.. حازوا على جوائز باقتدار واعتزاز وهم أبناء الثقافة والمدرسة الجزائريتين، ومسك هذه الجوائز كان من نصيب مبدعين كبيرين من عائلة أبناء الشهداء وهما واسيني لعرج وعياش يحياوي الذي نكرمه هو الآخر اليوم، الحائز على جائزة العويس، مقابل مجمل ما قدم من بحوث في دولة الإمارات”. وأضاف ميهوبي أن ال24 ناجحا اليوم سيجدون كل الدعم، خاصة أن جائزة علي معاشي محطة ها الرواية لمحمد رفيق طيبي ابن البرج: ”الموت في زمن الهشاشة” مة في حياة كل شاب مبدع، داعيا كل ابناء الجزائر المبدعين أن يكونوا أكثر ارتباطا بثقافة بلدهم وأكثر احتراما للرواد. حاز على جائزة علي معاشي في الرواية التي شارك فيها 81 مبدعا، شاب قادم من ولاية برج بوعريريج يدعى محمد رفيق طبي، حيث شارك برواية ”الموت في زمن الهشاشة”، وهي رواية لقيت الإجماع، فكان المتألق ليفتك المرتبة الأولى أمام وليد ساحلي من عاصمة الهضاب سطيف عن روايته ”الطعنة”، وعائشة قحام من الجزائر العاصمة التي قدمت ”الموت المتعفن”. الشعر لبسكري آخر طارق خلف الله: ”بين الشفاه والشفاه” تألق كالعادة في الشعر، شاعر قادم من مدينة الزيبان بسكرة، منبث الشعر والشعراء، مدينة حرزالله وميلود خيزار وعمر البرناوي وكبيرهم محمد العيد آل خليفة، حيث جاءنا هذه المرة شاب أسمر لا يتجاوز سنه ال30، طارق خلف الله بقصيدته ”بين الشفاه والشفاه”، والتي أكد في تصريح لنا أنها واحدة من قصائده الكثيرة، فضل تقديمها لأنه كان صادقا معها إلى أكبر حد فصادقته ومنحته الجائزة الأولى متقدما عن ابنة سكيكدة البحر مريم عوج وأحمد صلاي من وهران. وللجلفة مسرح ”الطريقة” وأحسن إخراج لابنة الباهية حكيمة حاز على الجائزة الاولى في لون المسرح المبدع الشاب محمد الصالح قارف عن عمله الموسوم ب ”الطريقة”، متقدما عن صاحب الوصافة فارسي إسلام من سطيف وبودران علي من تيزي وزو، في حين نالت الجائزة الأولى في الإخراج المسرحي نشيد حكيمة من الباهية وهران، متقدمة على إدريس بن شربين من البرج والقادمة من أقصى الجنوب وهيبة باعلي، التي طالبت وزير الثقافة بأن يكون لتمنراست مسرح جهوي. الإبداع الموسيقي لفرطيس من الجلفة و”نغمات الأندلس” أجمعت لجنة التحكيم على منح الجائزة الأولى في الموسيقي للفنان الشاب فرطيس عبد المجيد من الجلفة، عن عمله الموسوم بنغمات الأندلس قبل فرقة أمنيرة من تيزي وزو عن عمل ”تارزت” وفوزية لحلاح من غيليزان عن ”دمعة”. قليل يفتك جائزة السينما ب”التالي” افتك من جهته السينمائي الواعد القادم من برج بوعريريج، قليل عبد الحفيظ، جائزة السينما عن فيلمه ”التالي”. وقد أعرب عن سعادته بهذا التتويج الهام مبرزا أنه يحوز على عدة أعمال، وأن هذه الجائزة ستكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية نحو الاحتراف. نشير فقط أن المنظمين كانوا يمنون النفس بأن يكون أحد المتوجين من عاصمة الثقافة العربية التي تحتضن بالمناسبة لأول مرة حفل توزيع الجوائز، إلا أن الجائزة رفضت هذه المرة مبدعي من تنعث مدينتهم بمدينة العلم والعلماء والثقافة والفنون. تكريم عملاق الخط العربي شريفي والشاعر يحياوي جدير بالذكر أن حفل توزيع الجوائز عرف أيضا تكريم الخطاط الجزائري العالمي الأستاذ محمد شريفي، الذي كان حاضرا في القاعة، والذي خطت أنامله المصحف الشريف أكثر من مرة، وهو الحائز على عدة جوائز عربية وعالمية. كما تم تكريم الشاعر عياش يحياوي الذي جاء خصيصا من أبوظبي ليعيش لحظات فرح المبدعين في قسنطينة، وهو الفائز بجائزة العويس مؤخرا.