أظهرت النتائج شبه النهائية للدورة ال25 للانتخابات التشريعية التي جرت في تركيا، أول أمس، خسارة حزب العدالة والتنمية الذي يحكم هذا البلد منذ عام 2002 والذي يتزعمه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الأغلبية المطلقة التي يتمتع بها في البرلمان مما يعني أنه لن يتمكن من تشكيل الحكومة منفردا، وإنما سيضطر لإشراك حزب أو أحزاب أخرى. وبحسب النتائج الأولية بعد فرز 99.56 بالمائة من الأصوات نال حزب العدالة والتنمية 258 مقعدا، وحزب الشعب الجمهوري، 132 مقعدا، وحزب الحركة القومية 82 مقعدا، فيما حصد حزب الشعوب الديمقراطي 78 مقعدا، من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 550 نائبا. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل إلى السلطة أول مرة كرئيس للوزراء في عام 2003، يرغب في تأمين حزبه الحاكم أغلبية الثلثين في البرلمان كي يكون بوسعه تحويل نظام الحكم في تركيا إلى الجمهورية الرئاسية. وصرّح رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في أول تعليق له حول النتائج غير الرسمية للانتخابات: ”لا تقلقوا، فإن قرار الشعب هو الأصح، بإذن الله، ولن ننحني أمام أي قوة بأي شكل من الأشكال”. ومن جهته وصف زعيم ”الشعوب الديمقراطي” صلاح الدين دميرطاش اجتياز حزبه للمرة الأولى الحاجز الانتخابي (10 بالمائة) ”بالنصر العظيم” وقال دميرطاش في مؤتمر صحفي عقده عقب النتائج غير الرسمية للانتخابات اليوم: ”لقد حققنا نحن المضطهدون، والفقراء، ومناصرو العدل، والسلام، والحرية، نجاحا ونصرا عظيما”. ومن جهته، صرح نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أمس إن الخيار الأول لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هو محاولة تشكيل حكومة ائتلافية، في وقت أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن حزبه سيعيد تقييم الأمور، ودعا الأحزاب التركية إلى صياغة دستور مدني جديد لتركيا. وأضاف ”أعتقد أن رئيس حكومتنا سيكون قادرا على تشكيل حكومة خلال الوقت المحدد”، مضيفا أن تشكيل ائتلاف لا يشمل حزب العدالة والتنمية ليس ممكنا. يأتي تصريح كورتولموش في وقت يبقى احتمال إجراء انتخابات مبكرة مطروحا إذا فشل خيار تشكيل حكومة ائتلافية. وفي تعليقها على النتائج الأولية للانتخابات، قالت صحيفة ”الغارديان” البريطانية أن ”الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلقى أسوأ هزيمة انتخابية في أكثر من عقد من الزمان عندما خسر حزبه ”العدالة والتنمية” أغلبيته في البرلمان وصار الآن يبحث عن تحالف مع حزب آخر لتكوين الحكومة”، مشيرة إلى أن ”هذا حدث بينما كان أردوغان يأمل في أن يحقق حزبه انتصارا كاسحا يمكنه من تغيير الدستور حتى يتمكن من الحصول على المزيد من الحقوق السياسية كرئيس للجمهورية”. وأوضحت ”الغارديان” أن ”النتائج الانتخابية أنهت حكم الحزب المنفرد الذي دام 12 عاما منذ فوزه في انتخابات عام 2000”، مؤكدة أن ”النتائج تعكس رفض المصوتين لفكرة تغيير الدستور ومنح أردوغان سلطات أوسع في الحكم”. ذكرت صحيفة ”يديعوت احرونوت” العبرية أن ”الإسرائيليين لم يتمكنوا من إخفاء فرحهم ”للمصيبة” التي حلّت بأردوغان، الذي لم يوفر مناسبة كي يحرض على إسرائيل واليهود”، مشيرة إلى أن ”المسؤولين في وزارة الخارجية في القدس تابعوا عن قرب تطورات الانتخابات في تركيا مع أمل كبير بأن تسفر نتائجها عن تغيير العلاقات بين الدولتين”.