يشهد سوق النقابة الخاص بشهر رمضان المعظم المتواجد بقلب مدينة قسنطينة إقبالا جنونيا للمواطنين المتهافتين على اقتناء معروضات أغلبها مواد غذائية عامة وسميد وعجائن لمؤسسات عمومية وخاصة. وما يثير الانتباه منذ الوهلة الأولى لولوج دار النقابة تلك الطوابير الطويلة، والمشادات بين مواطنين يريدون الظفر بلحوم حمراء مستوردة من البرازيل يباع الكيلوغرام الواحد منها ب700 دج لمؤسسة ”ألفروا” لبيع الحوم والأسماك المجمدة وغير المجدة، حيث وقفنا أمس على مشاهد مؤسفة ووقوع عراك بين بعض المواطنين وسط تهافت محير على هذه اللحوم، حيث لم نتمكن حتى من الحديث مع أحد البائعين لمعرفة الكميات التي تباع يوميا، وكان رده بأن الوقت لا يسمح له بمنحنا الفرصة، رافضا التحدث إلينا ولو لدقيقة واحدة، في حين أفادنا بعض الزبائن أن الكميات التي تعرض في الصباح والمقدرة بمئات الكيلوغرامات تنتهي قبل منتصف النهار. وبالطابق الأول تلقى السلع المعروضة من قبل مؤسات عمومية وخاصة في شاكلة سيفيتال، ومطاحن سيدي راشد وميكسيكالي ومنتوجات الثقة وملبنة نوميديا وبودواو وبيفا رواجا لم يكن حتى التجار توقعه، حيث تنفذ الكميات المعروضة بسرعة ما جعل بعض ممثلي المؤسسات على شاكلة سيفيتال ومطاحن سيدي راشد تركن شاحنات خارج الدار للتموين الإضافي، وأعرب مواطنون تحدثنا إليهم عن سعاتهم بلجوء السلطات إلى فكرة أسواق جوارية تحت تأطير الاتحاد العام للعمال الجزائريين، حيث أن السلع فعلا تباع بأسعار تنافسية ومغرية كونها تأتي مباشرة من المنتج إلى المستهلك ويكفي أن سعر السميد الممتاز سعة 10 كلغ يباع ب385 دج والسكر ب78 دج والعجائن بكل أنواعها بسعر 30 دج للكيس الواحد وهي أسعار منخفضة مقارنة بما هي عليه في باقي السواق المحلات، حيث يباع مثلا السكر بأسعار تتراوح بين 85 و90 دج والسميد ب550 دج. وأفاد، أمس، مسؤول بالاتحاد الولائي للعمال الجزائريين بقسنطينة، أنهم تفاجأوا بالإقبال الكبير وبتطبيق المشاركين في السوق من التجار والصناعيين بما تم الاتفاق عليه مسبقا، وهو ما جعل المتسوقين يعبرون عن ارتياحهم لما يعرض ويباع خاصة مع حلول رمضان المبارك.