قفزت أسعار المواد الاستهلاكية إلى مستوى غير مسبوق هذه الأيام، حيث زاد سعر الزيت ب100 دج يومين قبل الانتخابات، لتباع صفيحة 5 لتر من الزيت الرفيعة ب680 دج إلى700 دج، بينما اختفى الزيت من النوع العادي تماما من السوق بسبب إقدام المستهلكين عليها لانخفاض سعرها مقارنة بالنوعيات الأخرى، ما جعل سعر الصفيحة منها يصل إلى 550 دج في ظرف أسبوع بعدما أن كانت تباع ب 480 دج. قدر سعر الصفيحة الواحدة من زيت المائدة، أمس لدى محلات بيع المواد الغذائية والمساحات الكبرى بين 520 دج زيت "إيليو" و580 إلى 600 دج زيت "فريدور" بينما بلغ سعر زيت "فلوريال" وهي أرقى زيوت "سيفيتال 680 دج إلى 700 دج، وهي أسعار خيالية كما اعترف أصحاب المحلات أنفسهم، حيث أكدوا لنا عن طريق فواتير شراء المواد الاستهلاكية أن السلع زادت تقريبا كلها في ظرف شهر واحد، خاصة الزيوت التي زادت بحوالي 100 دج في الصفيحة مرة واحدة، ما اعتبره المستهلك صدمة لم يستفق منها بفعل الزيادة الفاحشة في سعر اللتر الواحد. ولمقارنة أسعار تلك المواد بين محلات البيع بالتجزئة التي يقتني منها المستهلك مباشرة وأسواق الجملة التي يقتني منها التجار سلعهم، قمنا بجولة أمس في سوق الجملة للمواد الغذائية بجسر قسنطينة بالعاصمة، فعلمنا أن سوق الجملة أصبحت شبيهة ببورصة للأوراق المالية، تتغير فيها الأسعار بين الليلة وضحاها، حيث بلغ سعر زيت فلوريال مثلا أمس في سوق الجملة "634 دج صفيحة 5 لتر وفريدور ب554 دج بينما لم نعثر لزيت "إيليو" على أثر لشدة الطلب عليها، وقد قال احد التجار المختصين في الزيوت "أتحداكم أن تجدوا زيت إيليو في السوق". وكذلك وصل سعر زيت "بونال" 530 دج صفيحة 5 لتر في سوق الجملة وزيت "سوجيديا" سابقا لتصل بدورها سقف أسعار سيفيتال في التجزئة. ومعلوم أن الزيادة في أسعار الزيوت تجر وراءها الزيادة في سعر المواد المشتقة منها ابتداء بالمارغرين والسمن إلى غاية صابون القطع "مارسيليا"، وأكد لنا صاحب مساحة كبرى أن سعر المارغرين قفز بنحو 15 دج في ظرف أقل من شهر نتيجة زيادة سعرها في الجملة، كما بلغ سعر السمن مستوى غير مسبوق إذ انتقل السعر من 200 دج إلى 250 دج بالنسبة لسمن "المدينة"، واعتبر أحد تجار الجملة أن الزيادات الاخيرة فاحشة لأن تقديرها لو خفّ على اللسان فإن زيادة 400 دج في الكارتون يعني زيادة 80 مليون سنتيم في حمولة شاحنة وهذا غير معقول . ولم يكن سعر الزيت وحده من قفز إلى مستوى خيالي، إنما القهوة المحمصة والمعلبة هي الأخرى ارتفع سعرها بحوالي 100 دج في الكيلوغرام الواحد، حيث تباع قهوة بوخاري مثلا عبوة 250 غ ب110 دج بينما كانت تباع للمستهلك ب950 دج منذ حوالي شهر، بينما لا يتعدى سعر الكيلوغرام من القهوة الخضراء في سوق الجملة 240 دج للكيلوغرام. أما سعر السميد فيؤكد صاحب محل انه عرف قفزة قبيل رمضان ليصبح السعر المتداول في التجزئة بين 50 إلى 60 دج للكيلوغرام الواحد بينما يخرج الكيلوغرام الواحد من مؤسسة رياض "سطيف" مثلا ب41 دج وكان في رمضان ب39 دج، وهي نفس الأسعار المطبقة تقريبا من قبل مطاحن متيجة. بالمقابل تأكد لنا في سوق الجملة أن سعر السكر عرف انخفاضا تدريجيا خلال الشهر الفارط، حيث بلغ سعره في الجملة امس 45 دج للكيلوغرام الواحد، لكن المستهلك لا زال يقتنيه بين 55 و60 دج للكيلو. واعترف تجار التجزئة والجملة على حد سواء أنهم أصبحوا يمتنعون عن اقتناء بعض السلع بسبب ارتفاع أسعارها غير المبرر في نظرهم، ما يخلق ضغطا في الطلب عليها، وينبأ بالندرة ما اعتبره معظمهم أمرا مبيتا من قبل المنتجين والموزعين الذين يتحججون في كل مرة بارتفاع الأسعار في السوق العالمية. غنية قمراوي