انطلقت أمس أولى عمليات تصحيح أوراق امتحان بكالوريا دورة جوان 2015 التي عرفت هذه السنة عدة فضائح بسبب أخطاء في المواضيع والغش ب”3 جي”، هذا ولم يباشر أمس ما يزيد عن 55 ألف أستاذ التصحيح في ظروف عادية بعد أن عرف تصحيح امتحان شهادة البكالوريا في يومه الأول استنفارا كبيرا، بعد الإجراءات القصوى التي اتخذتها الوزارة الوصية في حقهم، بإرسالهم إلى مناطق بعيدة على بعد 700 كلم لتصحيح 300 ورقة في اليوم، التي اعتبروها إجحاف في حقهم خاصة وأننا في شهر رمضان بالإضافة إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. خلال اليوم الأول، تحرك أساتذة في العديد من الأساتذة من أجل نقل معاناتهم بعدما وجهت مديرية التربية لولاية الوادي مثلا استدعاءات لمجموعة من أساتذة العلوم الإسلامية لتصحيح البكالوريا في مدينة آفلوا بالأغواط، وإرسالهم على مسافة 700 كلم لأجل تصحيح 300 ورقة، دون حساب التكاليف والجهد المبذول، وهو ما استنكره بقوة الأساتذة المصححون في أول يوم من انطلاق عملية تصحيح أوراق البكالوريا واعتبروالإجراءات المتخذة في حقهم إجحاف من أجل ملئ العجز الذي تعرفه بعض ولايات الوطن من المصححين وخاصة منها ولاية الأغواط، مؤكدين أنه من غير ممكن أن يتم إرسالهم إلى مراكز التصحيح تبعد عن مقر سكناهم ب700 كلم وفي أعز فصل الصيام والحرارة المرتفعة. هذا وقال الأساتذة في بيان لهم أنه يحدث هذا ”في ظل أن مركز التصحيح في قمار الذي لا يبعد عنهم إلا 2 كلم فقط، وأنه في كل سنة تكون هناك حاجة إلى عدد أكثر من المصححين، بل وهناك أساتذة أعفوا تماما من التصحيح، مستنكرين هذه المهازل. المحسوبية في استدعاء المصححين تتواصل في ظل النقص الفادح ويأتي هذا فيما تناقلت مصادر نقابية أنه لا يتم استدعاء عدد كبير من الأساتذة المصححين من طرف مديريات التربية، ما يخلق كل سنة نقص كبير من هذه الفئة المخصصة لتصحيح أوراق البكالوريا، مضيفة أن القائمة تعد وفق المحسوبية الموجودة على مستوى كل مديرية، ليتم بعدها توجيه استدعاءات للأساتذة الآخرون مباشرة بعد يوم من انطلاق عملية التصحيح بسبب النقص الكبير والغير كاف للأستاذة الذين تم تعيينهم من قبل. ويأتي اعتماد المحسوبية بعدما خصصت وزارة التربية الوطنية مبلغ مالي مقابل كل ورقة تصحيح قدرها 35 دج، في حين حددت لكل أستاذ مصحح 300 ورقة طيلة عملية التصحيح التي تكون غالبا ما بين 10 إلى 15 يوم، لينال بذلك كل أستاذ مصحح أكثر من 10 آلاف دج. ويشار أن التصحيح يمر على ثلاثة مراحل، مع العلم أن الورقة الواحدة يصححها 3 أساتذة، ليتم في الأخير الوصول إلى العلامة النهائية التي تستحقها وفق تقييم كل أستاذ والأخذ بعين الاعتبار النقطة المتقاربة. في المقابل وجهت وزارة التربية تعليمات إلى كل رؤساء مراكز التصحيح من أجل مناقشة مواضيع البكالوريا 2015 مع التصحيحات الأولية النموذجية لوزارة التربية في كل مركز تصحيح عند بداية العملية لتدارك ما فيها من أخطاء إذا كانت موجودة وقبول إجابات قريبة من الإجابة النموذجية، علما أنه عادة لا تطرأ تغييرات كبيرة على التصحيح الوزاري، فيما انطلقت عملية التصحيح حسب التوقيت المحدد من وزارة التربية في أوقات مختلفة بعد التعليمة الصادرة عن وزارة التربية الوطنية وبالضبط من طرف عبد الحكيم بلعابد مدير تسيير الموارد البشرية والذي قال فيها ”أنه طبقا لمراسلة المديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري رقم 001 المؤرخة في 11 جوان 2015 المحدد لأوقات العمل المطبقة في المؤسسات والإدارات العمومية خلال شهر رمضان من يوم الأحد إلى يوم الخميس فإن توقيت العمل خلال هذا الشهر يكون بالنسبة لولايات أدرار، تمنراست، إليزي، تندوف، بشار، ورقلة، غرداية، الأغواط، بسكرةوالوادي من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى الساعة االثانية والنصف زوالا. أما باقي الولايات فأكد عبد الحكيم بلعابد مدير تسيير الموارد البشرية على مستوى وزارة التربية ”أن العمل سيكون من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الرابعة مساءا”. تلاميذ متخوفون من الصرامة بعد حالات الغش العديدة من جهة أخرى عبر التلاميذ الذين اجتازوا امتحان شهادة البكالوريا عن تخوفهم من ردة فعل الأساتذة خلال عملية التصحيح، في حالة تأثير تعب المصححين على التنقيط وكذا تطبيق الصرامة في التصحيح جراء عمليات الغش التي عرفها الامتحان منذ أول يوم. للإشارة انطلقت أمس، عملية تصحيح أوراق مترشحي امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2015 بعد الانتهاء من عمليات التجميع والإغفال والترقيم وستدوم العملية مدة 15 يوما أي في حدود 4 جويلية 2015، ليتم إرسالها إلى مراكز التجميع للفصل في قوائم الناجحين. وبدأت عملية التصحيح بتقسيم الأساتذة المصححين إلى لجان حسب كل مادة وشعبة وكل لجنة يرأسها مفتش المادة، حيث يتم في المرحلة الأولى تصحيح الامتحان واقتراح عدة حلول، باعتبار أن لهذه العملية عدة طرق ممكنة ليتم بعدها الاتفاق على سلم التنقيط الذي سيعتمده الأساتذة المصححون وكذا وضع سلم تنقيط آخر معدل يتم اللجوء إليه إن تطلب الأمر ليتم بعدها توزيع أوراق الإجابات على الأساتذة المصححين ويطلق اسم لكل لجنة مع حصولها على رقم معين وبعد التصحيح الأول يتم التصحيح الثاني على أن تحال الورقة على التصحيح الثالث في حال وجود فارق يتجاوز 3 نقاط بين التصحيحين الأول والثاني. وبعد الانتهاء من عملية التصحيح والتي تدوم 15 يوم على أقصى تقدير ترسل جميع العلامات إلى مراكز التجميع أين يتم الفصل في معدلات المترشحين وتحديد قوائم التلاميذ الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا والتي سيتم الإعلان عنها في 10 جويلية المقبل.