دخل شهر رمضان الكريم، وترقبت العائلات الجزائرية ما ستقدمه لها مختلف القنوات الفضائية الجزائرية من برامج تؤنس بها وترفه على نفسها في هذا الشهر الفضيل الذي يأتي مع بداية موسم الصيف. من هذا المنطلق قمنا خلال الأيام الأربعة الاولى بمتابعة مختلف برامج القنوات الفتية والمخضرمة في مجال السمعي البصري بمختلف مواضيعها، وحاولنا من خلال المشاهدة تقييم أبرز البرامج، ونقل آراء وتطلعات وردود العائلات والشباب المراود لنوادي الأنترنت. تميزت البرامج المعروضة على شاشات التلفزيونات بسد الفراغ السائد في الساحة الفنية الجزائرية، خاصة أننا تعودنا على غياب الأعمال الفنية طيلة شهور السنة وانتظار شهر رمضان للترفيه. كما يلاحظ المشاهد أن العديد من القنوات قلدت ما تصدره الدول الأجنبية، وأن البرامج الترفيهية والكاميرات الخفية التي تعرض في رمضان 2015 تشبه تلك التي عرضت في السنة الماضية، حيث يغيب الإبداع، باستثناء بعض البرامج الدينية وتلك الخاصة بالطبخ، وأيضا بعض الكاميرات الخفية التي تطيح بمختلف الفنانين والرياضيين والسياسيين الجزائريين. أكبر إنتاج ”السلطان عاشور العاشر” هو تقليد لثقافة تركية صدرت عبر مسلسلات مدبلجة، حيث يخيل للمشاهد أنه يتابع مسلسلا دراميا، وهذا لثقل الديكور المستعمل. وحسب ردود وتعليقات الشبان على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، يعد ”السيتكوم” في أيامه الأولى مخيبا للآمال بوقوع أغلب الممثلين في ”الجياحة”، في انتظار ما ستسفر عنه الحلقات القادمة لأضخم إنتاج تلفزيوني جزائري. ومن أبرز الاشياء التي غابت عن شاشة رمضان 2015، مسلسل درامي جزائري بارز، باستثناء مسلسلات لم تلق الإجماع حول مضمونها، خاصة أن بعضها على غرار مسلسل يعرض بالقناة الجزائرية الثالثة يحمل اسم ”ماما” لا يلتقي في مضمونه مع قيم وثقافة المجتمع الجزائري، ما جعله محل سخرية الكثير من رواد الشبكة العنكبوتية.. وهنا نطرح سؤالا كيف ونحن نعيش زمنا تتوفر فيه الإمكانيات المادية والمالية لا يمكننا حتى إنتاج مسلسل ك”شفيقة” الذي أنتج في حقبة الإرهاب؟.. أين أعمال مؤسسات التلفزيون الجهوية، على غرار إذاعتي وهران وقسنطينة. وهذا الغياب عن الساحة سمح لمؤسسات الإنتاج الخاصة السينمائي الخاصة بالاستحواذ على مجال السمعي البصري في شهر رمضان، من خلال إنتاج أعمال بمختلف المواضيع وتسويقها على القنوات الخاصة. وتعرض القنوات الجزائرية هذه السنة مختلف المسلسلات العربية والتركية، حيث يتسنى للمتفرج الجزائري خاصة العنصر النسوي من متابعة أحدث إصدارات الدراما العربية والتركية على الترددات الجزائرية، ما سيزيد من نسبة المشاهدة وبالطبيعة ارتفاع قيمة الارادات ومداخيل الإشهار، في انتظار إنتاج مسلسلات جزائرية كبيرة وذات مستوى لا بأس به يمكنها منافسة الصناعة السينماتوغرافية الأجنبية، كالمسلسل السوري ”العراب” لحاتم علي الذي يعرض على القناة الجزائرية الثالثة و”باب الحارة7” على قناة النهار لكي. من خلال المتابعة لمختلف البرامج في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، يمكن ملاحظة المتابعة التي تلقاها برامج ك”جواب بسيط 2” و”جرنان الڤوسطو” في موسمه الرابع على قناة KBC وسيتكوم ”السلطان عاشور العاشر” على قناة الشروق. ومن خلال الردود والآراء التي اكتشفناها بمختلف النوادي الجزائرية، هذه البرامج تعد من أبرز البرامج المتابعة خلال رمضان، ونذكر بدرجة أقل كاميرا كاشي ”عس روحك” و”خاتم سليمان2015” و”بنت وولد2” و”خيمة الشيخ عطالله” وكاميرا الخفية ”الرهائن”.