لم ينته العيد بالنسبة للكثير من التجار الذين قرروا تمديد عطلتهم بعد يومي عيد الفطر، واضعين بذلك المواطنين في رحلة بحث عن محل مفتوح يفي بالغرض ويمكنهم من قضاء حاجياتهم. إذ لم يعد غالبية أصحاب المحلات التجارية بالجزائر العاصمة بعد ثالث يوم من عيد الفطر لمزاولة نشاطهم فيما عرفت المخابز التي فتحت أبوابها استمرار الضغط المسجل بها خلال اليومين الماضيين وتجلى ذلك بحدة في الأحياء الشعبية كباب الوادي وبلكور والتي تراجعت بها وعلى غير العادة الحركة التجارية بدرجة محسوسة. فحتى وإن كان عدد المحلات التي عادت للعمل اليوم أكبر من المسجل يومي العيد إلا أنه لم يكن شاملا لكل المحلات التي يعج بها قلب باب الوادي والتي غاب عنها أيضا غالبية أصحاب الطاولات المنتشرة بساحة الساعات الثلاث والذين لم تسمع أصواتهم كالعادة وهم ينادون بأسعار السلع التي يعرضونها بالمكان لجلب أكبر عدد من الزبائن. وبمحيط سوق كلوزال بوسط العاصمة فكانت غالبية المحلات مغلقة بما فيها الصيدلية ولم تعد للخدمة بشكل عادي سوى أكشاك بيع الجرائد وشحن الأرصدة الهاتفية وحتى المحلات الموجودة بقلب السوق المغطى لم تفتح كلها. نفس المشهد تكرر بأحياء بلدية بلوزداد التي مازالت بها صور طوابير المواطنين أمام المخابز سارية المفعول بعد انقضاء أول وثاني أيام العيد بالنظر إلى عدم فتح كافة المخابز لأبوابها شأنها شأن المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية العامة والأكثر استهلاكا، نفس المشهد تم تسجيله بمخبزة شارع باستور بالجزائر الوسطى. أما أبرز المحلات التي تشد الانتباه بواجهاتها المغلقة فهي محلات بيع الألبسة والأحذية ولا سيما منها محلات بيع ملابس الأطفال. وبقيت غالبية المطاعم ومحلات الأكل السريع بدورها موصدة في وجه الزبائن عبر كل من شوارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد وتليملي والعربي بن مهيدي والتي تراجعت بها حركة المواطنين على غير العادة. يذكر أن عدد التجار المسجلين بولاية الجزائر من قبل مديرية التجارة يبلغ 23.379 تاجر تم تسخير منهم 2699 للعمل في مداومة يومي العيد منهم 512 من اصحاب المخابز و1912 من اصحاب محلات بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه، فيما تم تجنيد 81 فرقة مكونة من 136 عون لمراقبة مدى احترام هؤلاء لبرنامج المداومة.