منذ أولى أيام عيد الفطر ظهرت بوادر ندرة الخبز، حيث عرفت مخابز عدد كبير من بلديات العاصمة على غرار سيدي امحمد، بلوزداد، المدنية، باب الوادي وغيرها، اكتظاظا كبيرا بالمواطنين مشكلين طوابير غير متناهية للظفر بالخبز، لكن الأزمة تواصلت لرابع يوم بعد انقضاء عيد الفطر فقد كان رغيف الخبز مفقودا ومستحيل المنال أمس عبر بلديات العاصمة. وفي استفسارنا لدى الخبازين عن أسباب الاكتظاظ، أكدوا لنا أن المشكل يكمن في خروج عدد كبير من الخبازين في عطلة عيد الفطر فضلا عن خرق بعضهم لنظام المناوبة وتفضيلهم قضاء العطلة بالولايات التي ينحدرون منها خاصة أن الكثير منهم لا يقطنون بالعاصمة. إذ لم يعد غالبية أصحاب المخابز بالجزائر العاصمة بعد رابع يوم من عيد الفطر لمزاولة نشاطهم فيما عرفت المخابز التي فتحت أبوابها استمرار الضغط المسجل بها خلال اليومين الماضيين وتجلى ذلك بحدة في الأحياء الشعبية كباب الوادي وبلكور والتي تراجعت بها وعلى غير العادة الحركة التجارية بدرجة محسوسة. فحتى وإن كان عدد المحلات التي عادت للعمل في ثالث أيام العيد أكبر من المسجل يومي العيد إلا أنه لم يكن شاملا لكل المحلات التي يعج بها قلب باب الوادي والتي غاب عنها أيضا غالبية أصحاب الطاولات المنتشرة بساحة الساعات الثلاث والذين لم تسمع أصواتهم كالعادة وهم ينادون بأسعار السلع التي يعرضونها بالمكان لجلب أكبر عدد من الزبائن. وبمحيط سوق كلوزال بوسط العاصمة فكانت غالبية المحلات مغلقة أمس الأول بما فيها الصيدلية ولم تعد للخدمة بشكل عادي سوى أكشاك بيع الجرائد وشحن الأرصدة الهاتفية وحتى المحلات الموجودة بقلب السوق المغطى لم تفتح كلها. نفس المشهد تكرر بأحياء بلدية بلوزداد التي مازالت بها صور طوابير المواطنين أمام المخابز سارية المفعول بعد انقضاء أول وثاني أيام العيد بالنظر إلى عدم فتح كافة المخابز لأبوابها شأنها شأن المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية العامة والأكثر استهلاكا، نفس المشهد تم تسجيله بمخبزة شارع باستور بالجزائر الوسطى. أما أبرز المحلات التي تشد الانتباه بواجهاتها المغلقة فهي محلات بيع الألبسة والأحذية ولا سيما منها محلات بيع ملابس الأطفال. يذكر أن عدد التجار المسجلين بولاية الجزائر من قبل مديرية التجارة يبلغ 23.379 تاجر تم تسخير منهم 2699 للعمل في مداومة يومي العيد منهم 512 من أصحاب المخابز و1912 من أصحاب محلات بيع المواد الغذائية والخضر والفواكه، فيما تم تجنيد 81 فرقة مكونة من 136 عون لمراقبة مدى احترام هؤلاء لبرنامج المداومة.