رد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على ما وصفها ب”اتهامات طالته” على خلفية لقاءه بأحمد أويحيى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وقال أن الذي اتهمه بأنه ذهب للمشاورات مع المسؤولين في الدولة من أجل المساومة للرجوع للحكومة، ”ظالم معتد”، وتابع أنه أكبر من ذلك بكثير، وأسمى من أن يتاجر بغيره من أجل مصالح شخصية تافهة أو حزبية خسيسة. وقال مقري، في كلمة له خلال افتتاح مجلس الشورى بمقر حركة حمس، وفي خطاب لين اتجاه السلطة، غاب عنه رئيس حركة مجتمع السلم السابق أبو جرة سلطاني، أن الحزب بذل ما يستطيع منذ اندلاع الأزمة في غرداية، وآخرها محاولته لنقل أعداد من الجزائريين من كل الولايات ضمن قافلة الأخوة الإسلامية والوحدة الوطنية، وأنه قد سوى الموضوع مع وزارة الداخلية التي ثمّنت المبادرة التي ”اعتبرتها عملا وطنيا محمودا، نشكرها على ذلك ونعد الجميع بأننا سننجز زيارتنا في الأيام القليلة القادمة بحول الله”. وعاد رئيس حمس في كلمته المطولة، بالتفصيل إلى لقائه مع رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وأوضح أن ”اللقاء الأخير الذي جمعنا مع رئيس ديوان رئيس الجمهورية.. لقد قلنا لهم بشكل واضح بأن المشاكل المرتقبة ستكون أكثر منكم ومنا، وأنه لا خيار لكم إلا أن تذهبوا لانتخابات نزيهة عبر لجنة وطنية مستقلة إن كنتم تثقون في أنفسكم وفي قدرتكم على المواجهة وحدكم، أو أن تقبلوا بالتوافق على الأسس العلمية العالمية التي تتضمنها وثيقة مازفران”. ولم يفوت مقري الفرصة للرد على الانتقادات التي طالته مؤخرا، سواء من قبل أعضاء التنسيقية، او وسائل إعلام أو من خصومه، على غرار الرئيس السابق للحركة ابو جرة سلطاني، وقال ”إن الذي اتهمنا بأننا ذهبنا للقاء المسؤولين في الدولة الجزائرية من أجل المساومة للرجوع للحكومة، ظالم معتد، نحن أكبر من ذلك بكثير، نحن أسمى من أن نتاجر بغيرنا، نحن أعلى من أن نضرب مصالح بلدنا من أجل مصالح شخصية تافهة أو حزبية خسيسة”، وتابع أنه ليس رئيس حركة مجتمع السلم من يفعل ذلك، ”تاريخنا ورصيدنا وسمعتنا وخوف ربنا قبل ذلك لا يسمح لنا أبدا بذلك”، وواصل أنه ”لا يستطيع عبد الرزاق مقري رئيس الحركة فعل ذلك، ولا يستطيع المكتب التنفيذي الوطني فعل ذلك، ولا حتى مجلس الشورى الوطني يستطيع فعل ذلك”. واعترف رئيس حمس بأخطاء ارتكبها خلال رده على منتقديه، وأشار إلى أن ”هذه التهم الباطلة من أصدقاء قريبين في وسائل الإعلام، ومن إخوة شركاء في المشروع من الأحزاب، بل من رجالنا ومن ربعنا، ومن هؤلاء من بالغ في ذلك مرات ومرات، ولذلك كانت مؤلمة شديدة على القلب، ولم نصبر، كان يفرض علي أن أصبر، ولا أملك اليوم إلا أن أعتذر، أن أعتذر لمن تجاوزت في حقه، ولكل من أحزنه رد فعلي في أي موقع كان”. وجدد مقري، وقوفه إلى جانب السياسة الخارجية للجزائر في أغلب الملفات، ماعدا المد الاستعماري القديم المتجدد، ومحاولات الاختراق الصهيوني التي ليست أصالة في الدولة الجزائرية مطلقا، داعيا القائمين على السياسة الخارجية أن يكبروا على الندية مع المغرب الشقيق، وأن يخففوا من الاحتقان بقدر الاستطاعة، وأن يعيدوا النظر في جدوى قطع الحدود البرية التي لا يمكن لتهريب المخدرات أن تكون سببا مقنعا، إذ المخدرات لن تمر بداهة عبر البوابة الرسمية في حال فتح الحدود، وجدد الدعوة من أجل أن تتدخل السلطات لدى القاهرة ويكون لها دور في حل الأزمة في مصر.