وصف عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، من اتهمه بالذهاب للمشاورات مع مسؤولين في الدولة من أجل المساومة للرجوع للحكومة بأنه "ظلم معتد"، مضيفا أن ذلك غير ممكن، إلا في حالة النجاح في انتخابات حرة يتم التحالف على إثرها، وهو ما فهم على أنه رد مباشر على جاب الله وأبو جرة سلطاني الذي غاب أمس عن افتتاح مجلس الشورى الوطني. وعاد عبد الرزاق مقري، في كلمته الافتتاحية لأشغال مجلس الشورى الوطني، في دورته العادية، للقاء الأخير الذي جمعه بمدير ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد أويحي، قائلا "لقد حدثناهم عن المخاطر حين كانوا يجحدونها، ثم عرضنا لهم آراءنا وأفكارنا وتوجهاتنا للحل في مختلف المجالات حين أصبحوا يشعرون بالمخاطر تقترب، لقد قلنا لهم بشكل واضح بأن المشاكل المرتقبة ستكون أكثر منكم ومنا وإنه لا خيار لكم إلا أن تذهبوا لانتخابات نزيهة عبر لجنة وطنية مستقلة إن كنتم تثقون في أنفسكم وفي قدرتكم على المواجهة وحدكم، أو أن تقبلوا التوافق على الأسس العالمية التي تتضمنها وثيقة مازافران". وعلق مقري على تداعيات لقائه بأويحي، واصفا من اتهمه بالذهاب للمشاورات مع المسؤولين في الدولة من أجل المساومة للرجوع للحكومة بأنه "ظالم معتد"، ما فهم على أن هذا الخطاب موجه لجبهة العدالة والتنمية، موضحا "نحن أكبر من ذلك بكثير، نحن أسمى من أن نتاجر بغيرنا". كما فهمت بعض كلمات مقري على أنها موجهة بشكل مباشر لرئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني، حين قال الدكتور "وإن أردنا الانحراف نحو هذا السبيل..." يقصد الرجوع للحكومة "فلن يسمح لنا المناضلون.."، وأضاف مقري في هذا السياق "لا يستطيع عبد الرزاق مقري رئيس الحركة فعل ذلك، ولا يستطيع المكتب التنفيذي الوطني فعل ذلك، ولا حتى مجلس الشورى الوطني يستطيع فعل ذلك"، ورد المتحدث الأمر إلى القانون الأساسي الذي صادق عليه المؤتمر الخامس، مؤكدا بأنه "يحرم علينا جميعا ذلك، إلا أن تكون انتخابات حرة ونزيهة ننجح فيها أو نتحالف على إثرها لتشكيل أغلبية برلمانية في إطار التشارك الشفاف والعادل حول البرامج والرجال وتحمل المسؤولية المشتركة في حالة النجاح والإخفاق".