ترعى وزارة الثقافة بمساعدة جمعية ”تازا” للآثار والتراث، عملية حفريات تخص 14 موقعا أثريا تاريخيا لحصن تازا ببلدية برج الأمير عبد القادر لولاية تيسمسيلت. وانطلقت الحفريات يوم الاثنين الفارط، بتجسيد من فريق بحث متكون من 24 طالبا وطالبة من جامعة الجزائر بالإضافة الى أستاذين مختصين في علم الآثار من جامعة الشلف، حيث سيتم التركيز خلال هذه الحفريات التي تدوم ثلاثة أسابيع على تكثيف أشغال البحث والتنقيب داخل الحصن بالطبقة التي تمثل الفترة القديمة من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الرابع ميلادي لفترة الوجود الروماني بالمنطقة. وأبرز أستاذ الآثار بجامعة الجزائر 2، عزالدين بويحياوي، أن الأشغال ستشمل أيضا البحث والتنقيب في الأماكن الجديدة التي تمثل الحدود الخارجية لحصن ”تازا” الذي كان أحد قلاع مقاومة الأمير عبد القادر ضد الجيش الاستعماري الفرنسي. وأضاف الأستاذ أن جميع المكتشفات الأثرية بالحصن سيتم نقلها إلى مخبر معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 لتكون محل بحث علمي ودراسة مدققة من قبل الطلبة الباحثين بالمعهد، كاشفا أن عمليات الحفر سينتهي قبل أواخر السنة الجارية من إعداد التقرير النهائي الخاص بنتائج عملية الحفريات بموقع حصن تازا التي تمت من 2001 إلى 2015 قبل توجيهه إلى وزارة الثقافة. وأكد بويحياوي أنه سيقدم قريبا نتائج الجرد العام للقطع المكتشفة بذات الموقع على مستوى المديرية الولائية للثقافة، بهدف إدراجه في التقرير الذي سيقدم للوزارة الوصية الخاص باقتراح إنشاء متحف عمومي بالولاية يساهم في حفظ وجمع الأشياء الأثرية الخاصة بهذا المعلم الأثري التاريخي. يذكر أن عملية الحفريات المجسدة منذ سنة 2001 قد سمحت باكتشاف العديد من القطع والأشياء الأثرية القيمة التي تؤرخ لحقب تاريخية مختلفة، من أبرزها قطع تعود إلى دولة الموحدين تتمثل في قطعة نقدية، فضلا عن مصباحين فخاريين ومصباح خزفي صنعت في القرنين 12 و13 الميلادي، إضافة إلى تمكن فريق من الطلبة والباحثين في علم الآثار من جامعة الجزائر 2 من اكتشاف خلال عملية لحفريات جرت السنة الماضية قطعتين نقديتين تعودان لفترة الوجود الروماني. ونشير زن حصن تازا تم تشييده سنة 1838 من طرف خليفة مليانة آنذاك محمد بن علال بأمر من الأمير عبد القادر، نظرا للأهمية الإستراتيجية للموقع، حيث تحيط به عدة مرتفعات فضلا عن قربه من ناحية التيتري المدية حاليا.