انطلقت، أول أمس، بتيسمسيلت عملية الحفريات الثالثة عشر بداخل الموقع الأثري التاريخي حصن »تازا« ببلدية برج الأمير عبد القادر التي» 83 كلم«، عن عاصمة الولاية تيسمسيلت. يشرف على هذه العملية التي ترعاها وزارة الثقافة بالتنسيق مع مصالح الولاية وجمعية »تازا« للآثار والتراث لبلدية برج الأمير عبد القادر الدكتور عز الدين بويحياوي أستاذ الآثار بجامعة الجزائر »2« رفقة 25 طالب وطالبة من جامعتي الجزائر وشلف. وأوضح الدكتور بويحياوي لوكالة الأنباء الجزائرية بأن عملية الحفريات تشمل أشغال التنقيب والبحث عبر فضاءات وأماكن مختلفة من الموقع الأثري لحصن »تازا« التاريخي الذي كان أحد قلاع مقاومة الأمير عبد القادر ضد الجيش الاستعماري. وأضاف نفس المصدر بأنه سيتم التركيز خلال هذه العملية التي تدوم ثلاثة أسابيع على تكثيف أشغال البحث والتنقيب على الفضاءات التي تمثل الحجرات الأساسية لإقامة جيش الأمير عبد القادر وكذا مخازن السلاح المحتملة التي كان يتوفر عليها حصن »تازا«. وأشار الدكتور بويحياوي بأن جميع القطع والعينات والأشياء التي سيتم اكتشافها خلال عملية الحفريات هذه سيتم نقلها إلى مخبر معهد علم الآثار بجامعة الجزائر2لتكون محل بحث علمي ودراسة مدققة من قبل الطلبة الباحثين بالمعهد. وأبرز بأن التقرير النهائي لنتائج عمليات التنقيب والبحث بموقع حصن تازا سيتم إرساله إلى وزارة الثقافة مضيفا بأن هذا التقرير سيسلط الضوء على جميع القطع و الأشياء الجديدة المكتشفة خلال عملية الحفريات. وكشف نفس المختص بأن عمليات التنقيب والبحث التي انطلقت بموقع حصن تازا منذ سنة 2001 ، قد سمحت بتحديد ملامح الحصن الذي يضم طباقية تاريخية مختلفة لفترات رومانية والوسيطة الإسلامية والقرنين 16 و17 الميلادي وعهد الأمير عبد القادر ويذكر أن عملية الحفريات المجسدة منذ سنة 2001 قد سمحت باكتشاف العديد من القطع والأشياء الأثرية القيمة التي تؤرخ لحقب تاريخية مختلفة وأبرزها قطع أثرية تعود إلى دولة الموحدين والمتمثلة في قطعة نقدية ومصباحين فخاريين ومصباح خزفي صنع في القرنين 12 و13 الميلادي. كما تمكن فريق من الطلبة والباحثين في علم الآثار من جامعة الجزائر 2 من اكتشاف خلال عملية الحفريات لسنة 2013 لجزء من طاحونة مائية تعود لفترة دولة الأمير عبد القادر مما يدل على وجود نظام مائي دقيق كان يستخدم خلال عهد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. للإشارة فقد تم تشييد حصن تازا سنة 1838 من طرف خليفة مليانة آنذاك محمد بن علال بأمر من الأمير عبد القادر وذلك نظرا للأهمية الإستراتيجية للموقع حيث تحيط به عدة مرتفعات فضلا عن قربه من ناحية »التيتري« المدية.